هكذا حول الجيش الليبي بنغازي من بؤرة للإرهاب إلى ملاذ للآمنين

0
406
مدينة بنغازي والجيش الليبي
مدينة بنغازي

ربما كان أكثر المتفائلين حينها، يتمنى فقط أن يعيش أمناً، بعيداً عن بطش المُتطرفين، هناك في بنغازي، “جميلة البحر المتوسط” وأرض المجاهدين، دنس الإرهاب مياهها النقية، ونَكل بشعبها الأبي، فما كان من شُجعان هذا البلد، إلا أن يهبوا كالرياح العاتية ليزيلوا هذا الدنس، ويعيدوا الأمان لأهلها.

بطولات لا يمكن حصرها، فعلها جنود جيش ليبيا الوطني، ممن رفضوا أن تُترك بلادهم بين أيادي هؤلاء، ذلك الجيش الذي ترك كل شئ، وذهب مُجاهداً في سبيل ربه ووطنه “بحق”، فطلب أبناءه الشهادة، ومَن الله على بعضهم بها، وسار البقية لتحرير كامل التراب الليبي من المُمَولين والمأجورين والمدعومين من المُحتلين.

أبى الله أن تُترك ليبيا لمصيرها، فسخر لها من يحميها ويُعيدها لأحضان أبناءها الحقيقيين، فظهر ذلك جلياً في كل شئ، فبعد أن كانت المدارس والفنادق وبيوت الآمنين، أماكن يحتمي بها الإرهابيين من شورى ثوار بنغازي وداعش وغيرهم، أصبحت تلك الفنادق تستقبل الوفود الدبلوماسية والرياضية، وعاد الحياة لما كانت عليه قبل وجود هؤلاء.

بنغازي التي كانت في يوم من الأيام، أحد أكثر البؤر الإرهابية خطورة بالعالم، وكانت المأمن الأول لكل متطرف من كافة بقاع الأرض، ولا يوجد فيها شبر واحد آمن، يمكنك أن تجلس فيه وأنت تشعر بالراحة والسلام، تستقبل اليوم مباراة مصر وليبيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في قطر.

يمكنك أن ترى الراحة النفسية التي ظهرت على وجوه لاعبي منتخب مصر، فور وصولوهم مطار بنينا استعدادا لتلك المباراة، وبينهم بالتأكيد النجم المصري العالمي محمد صلاح، لاعب فريق ليفربول الإنجليزي، وأحد أفضل لاعبي العالم الآن، والاستقبال الحافل من أهل ليبيا لهم، ليشعروا أن ليبيا الآمنة عادت وهي بلدهم الثاني.

إحساس الأمان الذي نقلته الصور التي تم تداولها عبر وسائل الإعلام الناقلة للحدث وتتابعه، لاقى اهتماماً بالغاً من كل متابعي الأوضاع السياسية والرياضية على حد سواء في مختلف أنحاء العالم، أيعقل أن تكون هذه الصور في بنغازي؟ التي كانت تئن من سطوة الإرهاب وألمه وبطشه؟ هذه بنغازي التي عانى أهلها لسنوات قبل تحريرهم من هؤلاء؟