فجر ليبيا 2 أم دولة مستقرة.. ماذا لو نجح الليبيون في إجراء الانتخابات؟

0
320
فجر ليبيا 2 أم دولة مستقرة

ينتظر الليبيون بفارغ الصبر يوم الـ 24 من ديسمبر المقبل موعد إجراء الانتخابات، ويمنون أنفسهم بإعادة الأمن والاستقرار وإنهاء الانقسام الذي تعاني منه البلاد.

إلا أن هناك معطيات على الأرض تثير مخاوف الليبيين من تكرار سيناريو عام 2014 حينما انقلبت جماعة الإخوان على الديمقراطية عقب سقوطها في الانتخابات البرلمانية وحركت الميليشيات الموالية لها في الغرب الليبي لتقوم بعملية “فجر ليبيا” الإجرامية التي أدت إلى حالة الانقسام التي تعاني منها البلاد حتى الآن.

وهو ما عبرت عضو ملتقي الحوار السياسي الليبي، سلوى الدغيلي، وقالت: “‏نعم الانتخابات مهمة.. ولكن الأهم هو الالتزام باحترام نتائج هذه الانتخابات وأن لا يتكرر سيناريو 2014”.

لا زالت تلك الميليشيات إلى الآن تسيطر على الغرب الليبي بل وازدادت قوة بعد التدخل العسكري التركي الذي استعدته حكومة الوفاق المنتهية ولايتها في أواخر عام 2019، والذي عمل على إمداداها بالأسلحة والمعدات العسكرية، كما جلب آلاف المرتزقة السوريين لدعمها في مواجهة الجيش الوطني الليبي.

كما لا زالت جماعة الإخوان تسيطر على المشهد السياسي في الغربي الليبي وتحافظ على بعض المناصب أبرزهم منصب رئيس المجلس الاستشاري الذي يشغله القيادي الإخواني خالد المشري، والذي خرج في تصريحات صحفية مؤخراً أعلن فيها عن عدم قبوله بنتائج الانتخابات إذا فاز فيها المشير خليفة حفتر، وهدد بعدم تنفيذ حكم في غرب ليبيا بالقوة.

ورغم التقدمات التي أحرزها الفرقاء الليبيين في الآونة الأخيرة، من إعلان وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي، والاتفاق السياسي بملتقى الحوار الليبي في نوفمبر الماضي، واختيار سلطة تنفيذية جديدة في مارس الماضي وتغير الكثير من الوجوه، إلا أن الموقف يبدو أكثر تعقيداً عن الحال عام 2014.

فبالإضافة إلى العناصر الأساسية التي أوجدت الخلاف في عام 2014 وهما جماعة الإخوان والميليشيات في غرب ليبيا، أصبح التدخل التركي العسكري، ووجود آلاف المرتزقة السوريين يشكلون تحدي أكبر لليبيين.

كما يزيد تخاذل السلطة التنفيذية الجديدة في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تنص على إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة وحل الميليشيات المسلحة من تعقيد الموقف.

وفاجأ رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد دبيبة، جميع الليبيين عقب توليه المنصب بإعلانه التمسك بالاتفاقيات التي وقعتها حكومة الوفاق المنتهية ولايتها مع الأتراك رغم عدم شرعيتها وعدم حصولها على موافقة البرلمان الذي منح الثقة لحكومة دبيبة نفسه.

وبدلاً من أن يعمل دبيبة، على حل الميليشيات في غرب ليبيا، تعاون معهم وظهر العديد من قادتها معه في المناسبات الرسمية، بل ومنح البعض منهم مناصب في حكومته.

وبات السؤال المطروح الآن، إذا كانت نتائج الانتخابات في عام 2014 أدت إلى نشوب الصراع لمجرد خسارة الإخوان فماذا سيحدث في انتخابات 2021 التي من المؤكد أن تخسرها جماعة الإخوان بعد فقدانها شعبيتها في ليبيا وكل الدول العربية، إلى جانب أنها ستؤدي إلى إلغاء الاتفاقيات مع الأتراك وإخراج قواتها ومرتزقتها من ليبيا، كما سيتم حل الميليشيات، فهل تتحقق كل هذه الأماني وتعود ليبيا إلى حالة الاستقرار أم يعود الصراع من جديد ويكون هناك فجر ليبيا 2؟