تركيا تؤكد التزامها بالقانون الدولي في ليبيا.. ولكن هذه خروقاتها وانتهاكاتها؟

0
181
تركيا _ أردوغان
تركيا _ أردوغان

سنوات من الشقاء عاشها الشعب الليبي في غرب البلاد، تحت سُلطة مباشرة من الأتراك، حتى بعد تولي سلطة جديدة مؤقتة مقاليد الحكم، وتوسم الجميع خيراً فيها، لم تتطرق في أي محفل من المحافل التي شارك فيها أعضاءها في الخارج والداخل، إلى قضية التخلص من الهيمنة التركية، ليؤكدوا أنهم ما هم إلا صورة أخرى من حكومة الوفاق.

ادعي الأتراك أنهم يعملون بالقوانين الدولية ويلتزمون بها خلال تواجدهم في الأراضي الليبية بحجة الاتفاقات التي أبرمتها من قبل مع حكومة الوفاق، ولكن الواقع يؤكد أنهم لا يفعلون شيئا سوى خراب ليبيا والقضاء على أي أمل في تحقيق المصالحة الوطنية التي نادت بها كل الأصوات داخل وخارج ليبيا، خاصة وأنهم يرغبون في إبقاء الوضع كما هو عليه.

انتهاكات تركيا في ليبيا كثيرة، وعلى رأسها إرسال المرتزقة السوريين وبقايا الجماعات المتطرفة من سوريا إلى الغرب الليبي، وكانت الهدف المُعلن من ذلك عندما بدأت رحلاتهم، هو دعم حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي، ولكن بعد رحيل فائز السراج وحكومته، استمر أردوغان في إرسال هؤلاء القتلة المأجورين، حتى تخطى عددهم الآن في ليبيا الـ 11 ألف مرتزق.

وليضمن الأتراك استمرار الانشقاق في ليبيا، وبقاء ليبيا في حمام الدم، استمروا في دعم الجماعات المسلحة والميليشيات، ومدهم بالمال والسلاح، حتى أصبحت العاصمة الليبية طرابلس، والمدن المحيطة بها والتابعة لتنظيمها الإداري، مَرتع ومأوى لتلك الميليشيات، التي تضم عناصر خطر على الأمن العام ومطلوبين دولياً وقتلة وتجار بشر ومطلوبين في قضايا دولية ومحلية.

تخطى أردوغان وحكومته كل الخطوط الحُمر في ليبيا، واعتبر مطار معيتيقة وبعض المطارات والقواعد في ليبيا على أنها تركية، بل أن طائرات الشحن التي تحمل العلم التركي، كانت تحط بتلك القواعد دون حتى أن يُخطر أحد بها، مُنتهكاً بذلك السيادة الليبية، حتى أنه لم يبد احترام لمن اعتبرهم خلفاءه وشركاءه في ليبيا.

جَعل أردوغان من ليبيا معمل كبير لإجراء التجارب على أسلحته الجديدة، فاستخدم فيها أسلحة مُحرمة دولياً شديدة الفَتك، وارتكب بها المجازر في حق الليبيين أصحاب الأرض، تتحدث تقارير دولية أن أردوغان استخدم طائرات مُسيرة بتسليح شديد الفتك، وشبهتها بـ “الإنسان الآلي القاتل” خلال حربه ضد الجيش الوطني الليبي.

وفي الوقت الذي أقرت فيه المؤسسات الأمنية الدولية والعالم كله وقف إرسال الأسلحة للأراضي الليبية وحظره بشكل كامل براً وبحراً وجواً، لم تتوقف رحلات طائرات شحن أردوغان عن إرسال الأسلحة بكافة أنواعها، ضارباً بعرض الحائط قرارات مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي بشأن الوضع في ليبيا، مُستنداً على الدعم الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لم ترحم طائرات أردوغان المُسيرة المدنيين أيضاً في غرب ليبيا ومدنها، فقد استهدفت منازل ومراكز خدمية وصحية، بل أنه قصف أفران الخبز والأطقم الطبية والإسعاف، مُنتهكاً قواعد السلم والحرب وحقوق الإنسان.