رجل الميليشيات والتحالفات المشبوهة يسعى لحُكم ليبيا.. هل يصلح “باشاغا” لذلك؟

0
119
فتحي باشاغا
فتحي باشاغا

ليس غريباً على وزير الداخلية بحكومة الوفاق، أن يسعى الآن إلى السلطة، فمنذ اليوم الأول لاعتماد فائز السراج عليه كمنسق قوي بين ميليشيات ليبيا، وهو يخطط للقفز على حكم ليبيا، كل الشواهد أكدت ذلك، فكان يحول تهميش كل منافسيه وعلى رأسهم السراج نفسه، فسانده مُسلحيه للاستقواء على الجميع في الغرب الليبي.

فتحي باشاغا، كل مؤهلاته في الحياة دورة تدريبية في برامج مايكروسوفت، له تاريخ أسود مُلطخ بالخيانة والدماء، فقد كان منسق عمليات حلف الناتو أثناء قصفه للأراضي الليبية في عام 2011 ، ولم يخفي خيانته لوطنته، بل كان يخرج في لقاءات تلفزيونية ويتحدث عن ضرورة زيادة الضربات الموجهة لليبيا وكان بمثابة “الدليل” والمُرشد لقوات أوروبا المعتدية على ليبيا في ذلك الوقت.

باشاغا الطامع في سلطة ليبيا المُطلقة، دفعه طموحه الممزوج بالخيانة إلى التحالف مع معتد آخر، فوجه أنظاره صوب تركيا، وقبل أن يكون عمليها الأول في الأراضي الليبية، فساهم بكل جهوده في نقل آلاف المرتزقة السوريين إلى ليبيا، للقتال في صفوف ميليشيات الوفاق، خاصة بعد أن وجد توافقاً بين أهدافه وأهداف الأتراك، فكلاهما يطمع في البلاد.

تحالفات وزير داخلية الوفاق المشبوهة، لم تتوقف عند الأوروبيين والأتراك، فربطته علاقات وطيدة بكبار المهربين وتجار البشر في ليبيا، بل أن قادة هؤلاء كانوا أقرب رجاله إليه، وكان يعتمد عليه في إنجاز المهام المشبوهة وغير الشرعية في البلاد، في حين يسعى لتجميل صورته معتمدا على المنصات الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان التي تبنت دعمه وإبرازه كبطل وسياسي مُحنك، وهو عكس حقيقته تماماً.

عَمد باشاغا على دعم وتقوية وجوده في السلطة الليبية، ووسط الحالة الأمنية المتدنية في البلاد، كان لزاماً عليه الاعتماد على المجرمين ومحترفي الإجرام، فأخرج أعتى المجرمين من السجون، واعتمد عليهم في السيطرة على بعض المناطق في الغرب الليبي، فكانوا أياديه الباطشة بأهالى تلك النواحي، فقطعوا الطرق وعملوا في التهريب والخطف والمساومة بل وقتل من يقاومهم.

استغل فتحي باشاغا منصبه في حكومة السراج كوزير لداخليته، وعمد على إهدار المال العام من خلال مواكب ورحلات خارج ليبيا لم يكن لها داعي من الأساس، فسارت خلفه الأرتال المدججة بالأسلحة والدفاعات الجوية في مواكب لا تسير خلف كبار زعماء العالم، كما أنه سعى لإتمام عقود لصالحه الشخصي بصفته وزير الداخلية، مثل عقده مع شركة هيونداي، فحصد من ورائها ملايين الدينارات الليبية.

وعلى الرغم من كل الجرائم وتاريخه في الخيانة، إلا أنه الآن يسعى بشتى الطرق للوصول لحكم ليبيا، وعلى الرغم من وجود سلطة مؤقتة في البلاد، وهو الآن بلا صلاحيات، إلا أنه بدأ في إجراء اتصالات وجولات خارجية دون أن يكون له صفة، في محاولة منه للحصول على دعم دولي في حال ترشحه للانتخابات.

وأجرى فتحي باشاغا جولة في أوروبا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث توجه إلى بروكسل والتقى ببعض الدبلوماسيين بالاتحاد الأوروبي، وأبرزهم مدير مركز بروكسل  مارك اوتي، وأنيك فان كالستر، ولكن محاولات باشاغا واستخدام تلك الطرق مفهومة ومعروفة للجميع، ويأتي السؤال الأهم، هل بعد كل تلك الجرائم والخيانات يصلح رجل الميليشيات والتحالفات المشبوهة لقيادة ليبيا؟