مناورة “الإحياء والتجديد” لإخوان ليبيا.. تكتيك مكرر للهروب من الأزمات والوصول للسلطة عبر الانتخابات

0
253
الإخوان في ليبيا

أعلنت جماعة الإخوان في ليبيا مؤخراً تغير اسمها ونشاطاها إلى جمعية خيرية تحت اسم “الإحياء والتجديد” في مناورة جديدة لجمع شتاتها والهروب أزماتها التي تسببت فيها ممارسات قادتها، والعودة إلى الواجهة بشكل جديد للوصول إلى السلطة عبر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل.

وزعمت الجماعة في بيانها الصادر في 2 مايو الجاري، أن تحولها جاء في استجابة لحاجات الوطن ومتطلبات المرحلة، وبالنظر للمشهد الليبي الراهن.

ذكرت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات صدرت مؤخراً، أن خطوة تحول إخوان ليبيا إلى جمعية “مجتمع مدنى” تكتيك مكرر داومت الجماعة على انتهاجه؛ للمناورة والإفلات من التحديات المرحلية التي تواجه الجماعة، بالفترات التي تعقب ممارستها للعمل السياسي بصورة معلنة، مع إعادة تفعيل قواعد العمل السري للتنظيم بالتزامن مع تلك الخطوة.

وتسببت ممارسات قادة جماعة الإخوان في الفترة الأخيرة، إلى خفض شعبيتها بشكل كبير في الشارع الليبي، لا سيما بعد توظيف الميليشيات المسلحة لتحقيق أهدافها، وترحيبها بالتدخل التركي وتحويل ليبيا قاعدة عسكرية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

المجتمع الليبي أصبح لديه درجة من الوعي بأن إخوان ليبيا سبب رئيسي في تدهور المشهد السياسي في الفترة الماضية، ولم تستطع قوائم الجماعة الفوز بالانتخابات البلدية التي نظمت مؤخراً في معظم مدن ليبيا، حتى ببلديات المنطقة الغربية التي تمثل معقلاً رئيسياً لها.

ويرى مراقبون أن إعلان جماعة الإخوان عن تغيير اسمها وهويتها وانتقالها إلى جمعية تحت اسم “الإحياء والتجديد” هو “مناورة إخوانية” الهدف منها تجديد نفسها وإعادة تنظيم صفوفها للوصول إلى السلطة عبر الانتخابات القادمة، خاصة بعد تراجع شعبية هذه الجماعة داخل ليبيا، وتلقيها عدة ضربات وخسائر أدت إلى انقسامها، إضافة إلى انكشاف خططها وارتباطاتها بالتنظيمات المتطرفة والإرهابية.

وأكد عضو مجلس النواب الليبي، علي التكبالي، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، إن سبب تغيير الاسم، هو التحضير لما أسماه بـ “انتخابات انتهازية”، مشيراً إلى أن الإخوان يتحولون إلى “جمعية”، وينسون ما إدعوه وأطلقوا عليه بـ “سنين الكفاح” لفرض اسم “الجماعة”، متسائلا: “هو سعي لإحياء الخلافة، أم قتال من أجل الرئاسة؟”.

واعتبر المحلل السياسي فرج الفركاش في تصريح لـ”العربية” أن الغرض من تغيير الاسم، كما هو معلن، هو نفض عباءة جماعة “الإخوان” المعروفة بارتباطاتها الخارجية، خاصة مع الجماعة الأم في مصر، ومحاولة التموضع داخلياً، مضيفاً أنه اعتراف منهم بأنّ اسم “جماعة الإخوان المسلمين” أصبح عبئاً بعد أن تم تصنيفه في بعض الدول العربية جماعة إرهابية.

وأشار الفركاش، إلى أنّه سيكون من الصعب التخلي عن إرث الماضي بوجود القيادات الحالية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بـ”جماعة الإخوان” التقليدية، والتي ستكون أمام مهمة صعبة لاستعادة ثقة الشارع الليبي، خاصة بعدما لطخت الحقبة الماضية، من استحواذ على بعض المؤسسات وتمكينها فيها وحرب “فجر ليبيا”، وتغاضيها عن بعض الجماعات المصنفة إرهابياً، وأحياناً دعمها لها سياسياً ومادياً، وعدم اعترافها المبكر بوجود الإرهاب، قد لطخت من سمعتها أكثر، وجعلت منها مادة إعلامية ثرية، وقلّلت من حظوظها في كسب أي مقاعد في انتخابات برلمانية سابقة أو قادمة.

وقال المحلل السياسي محمد جبريل اللافي، في تصريحات نقلتها “سكاي نيوز”: “إنّ الليبيين اعتادوا على مثل هذه المناورات الفاشلة من جماعة أساس فكرها متطرف، مشيراً إلى أنّ هذا الفكر لم يستطع إقناع أحد بمنهجيته وعقيدته.

وأوضح اللافي أنّ هذه الجماعة قد ثبت فشلها في الوصول إلى السلطة من خلال صناديق الاقتراع، والآن تحاول أن تسوّق نفسها على أنها الوكيل الوحيد للدعوة الإسلامية، وهي الوحيدة التي تتحكم في الدعوة الإسلامية، كنوع من الضغط على الليبيين بأنّ من يخالفهم قد يقع في خطأ مخالفة الشرع.

وتابع اللافي أنّ هذا البيان يحاول أن يسوّق بشكل مضلل ومزوّر بأنهم تعرضوا لتشويه، إلا أنّ الحقيقة عكس ذلك تماماً، فالكل شاهد تصريحات مباشرة من عناصر تنظيم الإخوان اعترفوا بأنهم كانوا داعمين لنمو جماعات متطرفة في ليبيا، كما أنّ قنواتهم التلفزيونية تعج بتصريحات لقيادات الإخوان التي تثني على مجالس إرهابية متحالفة مع أنصار الشريعة وأنصار القاعدة.