مصير المصالحة في ليبيا بعد عودة بلحاج والزاوي.. نجاح أم فشل؟

0
174

الكل ينتظر المصالحة في ليبيا، داخلها وخارجها، فما مرت به البلاد على مدار 12 عاما، لم يكن سهلا على شعبها والشعوب التي تجاورها، ففي الوقت الذي فقدت فيه الأراضي الليبية أمنها بسبب الصراع الدائر عليها، تأثرت دول الجوار وتأثر أمنها وتدخلت لحل الأزمة والوصول لحل.

وشهدت الفترة الماضية مساع عدة، للوصول إلى المصالحة المنشودة من أجل عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، والوصول بالبلاد لبر الأمن، والبدء في مرحلة جديدة وفصل جديد من تاريخها، تنعم فيه ليبيا وشعبها بالأمن والاستقرار، وتبدأ مرحلة إعادة تأهيل البلاد من الخراب التي كانت ومازالت فيه.

ووسط تلك المساعي، ظهرت جهات وشخصيات ادعت أنها ترغب في إتمام المصالحة وإنجاز كافة الأمور وتسهيل الطريق إليها، إلا أنهم في حقيقة الأمر لا يرغبون أبدا في إتمامها، وكانت أفعالهم خير دليل على ذلك، وعلى رأس هؤلاء كان رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي انتهت ولايتها في غرب البلاد.

طوال الفترة التي تولى فيها عبد الحميد دبيبة منصبه كرئيسا للحكومة، لم يفعل شيئا واحدا، يمكن لأحد من خلاله أن يقول أن هذا الشخص يسعى حقا لحل الأزمة، بل كل تصرفاته وأفعاله تؤكد العكس، على الرغم من أنه جاء ليكون مرحلة تؤدي للمرحلة الانتقالية أو المرحلة التي تسبق الانتخابات مباشرة.

وفي بلاد العجائب، ليبيا، لم يكن وضع رئيس حكومة الوحدة فقط هو من أثار الريبة والاستغراب، فهناك أيضا من تلوثت أياديهم بالدماء، ويدعون أنهم يرغبون في إتمام المصالحة والوصول بالبلاد لبر الأمان، على الرغم من أنهم ارتكبوا المجازر وكانوا ضمن التيار الذي ساهم بشكل مباشر في خراب البلاد.

وعلى رأس هؤلاء، شعبان هدية، المعروف بأبو عبيدة الزاوي، وهو أحد مؤسسي الجماعة الليبية المقاتلة الإرهابية.

خرج شعبان هدية في تصريحات قال إنه لم ينتسب في حياته لأي جماعة من الجماعات ولا لأي حزب من الأحزاب، سواء الإسلامية أم غيرها، مشيراً إلى أنه مهتم بالجوانب الشرعية، وغير مقتنع بالجماعات.

وأكد خلال مؤتمر صحفي لإئتلاف المنطقة الغربية للمصالحة الوطنية، أن المصالحة ليست شبحاً، مشيراً إلى أنه عاد لليبيا لأنها وطنه، ولأن أهالي الزاوية طالبوه بذلك مراراً.

وقال: “أنا لم أقتل أحداً ولم آخذ مالاً لأحد ولم أُرهب أحداً، وسعيت لمساعدة الناس طوال الوقت، وإذا أخطأت في شيء، أطلب منه الصفح، ومن له حق لدي فليأخذه”، معتبراً أن تلك كلها شائعات وترّهات.

ما قاله المتطرف شعبان هدية لا يدعو للاستغراب، فهو من حمل السلاح وقتل الأبرياء باسم الدين، والآن يحاول التبرء من أفعاله، في سبيل أن يكون له مكان في مستقبل هذا البلد، كغيره ممن يدعون الإصلاح وهم لا علاقة لهم بذلك.

ولكن، في ظل وجود هؤلاء، ممن يدعون ما ليس فيهم ويقولون ما لا يرغبون في تنفيذه، هل تتم المصالحة الوطنية في ليبيا بوجودهم؟