بعد 12 عاما.. هل حققت “ثورة” فبراير أهدافها؟

0
323
ثورة 17 فبراير
ثورة 17 فبراير

آمال وطموحات بناها الليبيون على ثورة 17 فبراير 2011، فهي الثورة التي طالبت بإسقاط نظام القذافي، للقضاء على الفساد وتغيير حياة المواطنين إلى الأفضل، والانتقال إلى الديموقراطية، إلا أن تلك الشعارات الرنانة، التي أطلقها من حرضوا لتلك الأحداث، ظلت شعارات فقط ولم يتحقق منها شيء.

تلك الثورة، التي مولتها جهات خارجية، ودعمت من قاموا بها بالسلاح والعتاد، استندت على العديد من المبادئ، التي تم من خلالها سحب الشعب الليبي أو غالبيته العظمى للانضمام إليها ودعمها، أملا في تحويل حياتهم إلى الأفضل، راغبين في مستقبل مختلف لأبنائهم، يخلو من الخوف والانهيار، لكن ماذا حدث بعد 12 عاما من قيام الثورة.

الهدف الأول لتلك الثورة كان تغيير نظام الحكم، وتحول البلاد إلى النظام ديموقراطي قائم على الانتخابات، تحقق الخاص بتغيير نظام الحكم بالفعل، ولكن بعد مرور أكثر من عقد تلك الأحداث، لم تجرى الانتخابات ولم يتحقق أي نظام ديموقراطي في البلاد، بل أن هناك حكومات، كلما وصلت إلى السلطة طمعت فيها وترغب في الاستمرار بمناصبها مدى الحياة.

وضعت تلك الثورة اللبنة الأولى، لانهيار الأمن بشكل كامل، فمن أطُلق عليهم ثوار وتم تسليحهم وتمويل تحركاتهم، تحولوا مع مرور الوقت إلى ميليشيات مدججة بالسلاح، يسيطرون على كل شيء يتحكمون في المشهد الليبي، يضعون الشروط ويوجهون المسؤولين، ويقتلون ويبطشون ويسرقون كما شاءوا، لا يجرؤ أحد على منعهم أو المساس بما انتزعوه من سلطات.

انهيار الأمن الذي تسببت فيه الثورة، كان مدخلا رئيسيا للجماعات المتطرفة التي سيطرت على شرق ليبيا لفترة في أعقاب الثورة، فقتلوا وذبحوا باسم الدين وأصابوا الشعب بالرعب، حتى جاء الجيش الوطني الليبي، فقضى على المتطرفين وجماعاتهم في شرق البلاد، وأعلن انتهاء تلك الحقبة السوداء في المناطق التي يسيطر عليها.

لم يتوقف الأمر على الأوضاع الأمنية، الوضع الاقتصادي أيضا تدهور ودخل في فترة اضمحلال قاتلة، بسبب الإقفالات المستمرة لإنتاج النفط، وسيطرة شخصيات غير أمينة على الاقتصاد ومفاتيحه، وأبرزها منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي، فقد تم إصدار تخصيصات بالمليارات لجهات مجهولة لا يعلم أحد أين ذهبت.

انهارت الخدمات بالكامل في كامل التراب الليبي، فانقطعت الكهرباء بشكل يومي، بل أن بعض المناطق أصبحت لا تصل إليها الكهرباء بسبب السرقات المستمرة للأسلاك والشبكات، بالإضافة إلى انقطاع المياه بعد تعرض الشبكات للتخريب، كما انهارت المستشفيات وتحولت إلى ثكنات للميليشيات، وانهار التعليم وتهدمت المدارس وتراجع تصنيف ليبيا في شتى المجالات.

فبرأيك، هل حققت ثورة 17 فبراير أهدافها في ليبيا؟