كالثعابين، يغيرون جلودهم كلما ضاقت عليهم اللعبة وانكشف خِداعهم، فبعد أن ظهر الوجه الآخر لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، كما ظهر في دول الجوار، ومحاولاتهم المستميتة للوصول للسلطة الليبية، بعدما فقدوا السيطرة على مصر وتونس ودولاً عربية أخرى، لجأوا إلى التطرف، ونشر العنف والقتل والاستعانة بالميليشيات والقَتلة المأجورين والقوى الخارجية.
وفي وقت فقدت فيه جماعة الإخوان قاعدتهم الشعبية، تحركت نحو رفض إجراء الانتخابات الليبية، وطالبت بإجراء تعديلات على الدستور الليبي، في محاولة منها لإبقاء الوضع كما هو عليه لأطول فترة ممكنة، بالإضافة إلى استغلال الوقت الاستغلال الأفضل حتى تتمكن من لملمة أوراقها وإعادة ترتيب اللعبة وفقاً لقواعدها، وجمع شتات القاعدة الجماهيرية التي فقدتها.
فقرر الإخوان إجراء مناورة سياسية جديدة، يحاولون بها تغيير الصورة النمطية السيئة التي تكونت في العقل الجمعي للشعب الليبي عنهم كجماعة لا ترغب إلا في تحقيق مصالحها حتى لو بالخيانة العلنية واللجوء لقوى خارجية والسماح لها بدخول بلادها تفعل ما يحلو لها، فقررت التحول إلى جمعية “الإحياء والتجديد”، راغبين بذلك خداع الشعب من جديد.
تجربة الإخوان في الحياة السياسية الليبية، وبالتحديد خلال العقد الأخير، واستقالتهم على السلطة، لم يُكسبهم الخبرة الكافية للتعامل بطريقة أكثر حِنكة وذكاء سياسي، عوضاً عن الأسلوب الذي تعاملوا به لخداع الشعب بتغيير مُسماهم وقيادتهم السياسية في البلاد، خاصة بعد وجود التفاف شعبي حول فكرة الانتخابات الليبية المرتقبة بنهاية العام الجاري.
خلال الفترة الماضية، تلقت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، ضربات أخلت بتوازنها مما جعلها تترنح وتفقد صوابها، خاصة بعد تقديم عدد من أعضائها باستقالات جماعية وإعلانهم إغلاق مكتب الجماعة بمنطقة الزاوية اعتراضاً على ما تتعرض له البلاد، فضلاً عن تهديدات من عناصر الإخوان في مصراته بالانسحاب اعتراضا على سياسة قادتهم.
جماعة الإخوان المسلمين، كانت الداعم الأول للجماعات المتطرفة في ليبيا، فقد استخدموهم بعد أن سلحوهم جيداً، في نشر الفوضى والتصدي لأي محاولات لفرض القانون على الساحة الليبية، وما فعلته الجماعة في ليبيا، كان أشد خطراً من الحرب نفسها، فقد دخلت ليبيا في دوامة الحرب الأهلية بعد أن جعلوا المدنيين يحملون أسلحة لمساندتهم.
انتخاب حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان، القيادي المتطرف عماد البناني رئيسا جديدا للحزب في ليبيا، محل محمد صوان، محاولة للاخفاق السياسي على كل الأصعدة، وعماد عبداللطيف البناني، هو من مواليد بنغازي عام 1960، وواحد من أخطر قيادات الإخوان في ليبيا وينتمي للتيار القطبي في التنظيم ويقف وراء دعمه كل من مفتي الإرهاب الصادق الغرياني وعلي الصلابي.
جمعية الإحياء والتجديد التي أعلنت عنها الجماعة في ليبيا، ما هي إلا محاولة مكشوفة لإعادة ترتيب أوراق الإخوان لكسب ثقة الليبيين.