رفضت الوجود التركي.. كيف أزعجت وزيرة الخارجية “إخوان ليبيا”؟

0
459
نجلاء المنقوش
نجلاء المنقوش

شنت جماعة الإخوان في ليبيا هجوماً على وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، عقب تصريحاتها بأن حكومة بلادها بدأت الحوار مع تركيا لإخراج قواتها من الأراضي الليبية.

وقالت نجلاء المنقوش، خلال جلسة استماع مع لجنة الشؤون الخارجية بمقر مجلس النواب الإيطالي، في روما إن: “حكومة الوحدة الوطنية الليبية بقيادة رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة بدأت حوارا مع تركيا”، وقد “لاحظت استعداد أنقرة لبدء المباحثات والمفاوضات”.

وأضافت المنقوش، “لكن في الوقت نفسه، نحن حازمون على نوايانا، ونطلب من جميع الدول أن تكون متعاونة من أجل إخراج القوات الأجنبية من الأراضي الليبية”، مشيرة إلى أن “الأمر بالنسبة لنا يتعلق بمسألة ذات أولوية، لأن أمننا يعتمد على انسحاب القوات الأجنبية، نحن نعلم أنها ليست مسألةً يمكن حلها بين عشية وضحاها، لكننا واثقون استنادا للاستعداد الذي لاحظناه”.

لم تمر ساعات وخرج القيادي الإخواني ورئيس المجلس الاستشاري خالد المشري، ببيان يعلن فيه رفضه لتصريحات وزيرة الخارجية الليبية، مؤكداً أنه “ليس من اختصاص هذه الحكومة إلغاء أية اتفاقيات شرعية سابقة أو تعديلها”.

وأضاف في بيانه: “بالإشارة إلى التصريحات المنسوبة لوزيرة الخارجية، فإننا نؤكد على احترامنا للاتفاقية الموقعة مع الدولة التركية بشقيها، كما نحترم أية اتفاقيات سابقة في أي مجال وقعت مع دولٍ أخرى”.

وتابع: “وبخصوص تواجد قوات أجنبية على الأراضي الليبية، فهذا مبدأ مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا يجب أن يكون محل نقاش أو مزايدة من أحد، غير أن الجميع يجب أن يعي جيداً الفرق بين المرتزقة وبين وجود قوات بناء على هذه الاتفاقيات المبرمة”.

من جهة أخرى هاجم حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان في ليبيا تصريحات نجلاء المنقوش، وقالت المتحدثة باسمه سميرة العزابي، إن دعوة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش إلى انسحاب القوات التركية من ليبيا، أمر مثير للاستغراب.

ووجهت الناطق باسم حزب العدالة والبناء، كلمة إلى وزيرة الخارجية الليبية، “ألا تدرك السيدة وزيرة الخارجية أن القوات التركية المتواجدة في ليبيا، جاءت دعما للاستقرار وبناءً على اتفاقية رسمية مشتركة مع الدولة الليبية وأنهم ليسوا قوات مرتزقة”.

واعتبرت العزابي في تصريحها، أن الاتفاقيات الدولية الموقعة تعتبر خارج مهام حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، والمجلس الرئاسي، وأن البث فيها من صلاحيات السلطة التي ستنبثق من الانتخابات القادمة، حسب وصفها.

ويرى مراقبون أن جماعة الإخوان في ليبيا تسعى لإفشال الحوارات السياسية والعسكرية الليبية الهادفة للوصول لحل سياسي للأزمة الليبية، لأنها ستنتهي التواجد التركي الداعم الأساسي للجماعة.

كما يرى المراقبون ضرورة خروج تركيا ومرتزقتها من ليبيا قبل أي حوار ليضمن النجاح والانطلاق بطريقة سلسة، ولأن وجود قوات أجنبية ومرتزقة على الأراضي الليبية يتعارض مع مبدأ الدولة الموحدة ذات السيادة التي يسعى الليبيين إلى إقامتها في بلادهم.