نحو نصف مليار متر ملوثة.. مخلفات الحروب تهدد حياة الليبيين

0
630

تعاني ليبيا من تداعيات الحروب والصراعات التي تلت أحداث فبراير 2011، والتي خلفت وراءها مخلفات حرب غير منفجرة، مما يشكل خطراً دائماً على حياة المدنيين ويعيق إعادة الإعمار والتنمية.

كما تركت الدول المتصارعة في الحرب العالمية الثانية، التي خاضت جزءاً من هذا الصراع في ليبيا، أعداداً ضخمة من الألغام، ما زال أغلبها مطموراً ويشكل خطراً على حياة الرعاة وسكان الصحارى في ليبيا.

وقالت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا (أونماس) فاطمة زُريق، إن التخلص من الألغام في ليبيا يتطلب عملاً جباراً وتتطلع إليه كل الأطراف الليبية.

وأضافت زُريق، في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، أن هناك أكثر من 444 مليون متر مربع لا تزال ملوثة بالألغام ومخلفات الحروب، مشيرة إلى أن تطهير ليبيا من الألغام سيستغرق، في أفضل السيناريوهات 15 سنة.

وأفادت المسؤولة الأممية بمقتل 16 شخصا، بينهم أطفال، منذ بداية العام بسبب هذه المخاطر، كما تحدثت زُريق عن التعاون بين الأمم المتحدة والمركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام.

كما تحدثت عن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الألغام التي تم تطويرها بالتعاون مع المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام، والتي تهدف إلى تنظيم القطاع وتعزيز الجهود المبذولة للتوعية بمخاطر الألغام.

 وأشارت إلى أهمية التعاون بين جميع الأطراف، بما في ذلك المواطنين والجهات الحكومية وغير الحكومية، لضمان نجاح هذه الجهود.

وأكدت زُريق أن التوعية بمخاطر الألغام تعتبر جزءاً أساسيا من العمل، مشيرة إلى أن التوعية المجتمعية وتعاون المواطنين يعدان من العوامل الأساسية لحماية المدنيين، خاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال والعمال الوافدين، مما يجعل هذه المهمة مسؤولية جماعية تتطلب التزاما وتنسيقا مستمرين.

وتقدر الأمم المتحدة عدد هذه الألغام القديمة في ليبيا بنحو ثلاثة ملايين لغم، زرع أغلبها في الفترة ما بين 1940 و1943 من قبل الإيطاليين والألمان والإنجليز خلال معارك الحرب العالمية الثانية.

ورغم المحاولات لتطهير الأراضي الملوثة بالمتفجرات لازالت هناك أعداد ضخمة من مخلفات الحرب القابلة للانفجار منتشرة بشكل كبير في عدة مناطق من ليبيا، ما يجعلها خطراً يهدد حياة المدنيين أو يصيبهم بجروح.

ويعد المستوى المرتفع للتلوث بالألغام ومخلفات الحرب في المناطق السكنية حالياً أحد أكبر التهديدات للسلامة في ليبيا، حيث تتسبب هذه التهديدات في الكثير من الإصابات والخسائر في الأرواح.

كما يعيق وجود هذا التلوث بعض سبل العيش ومنع الوصول إلى بعض الخدمات الأساسية مثل المدارس والمرافق الصحية والأراضي الزراعية والمناطق التنموية.