وفيات وطوارئ ومنطقة منكوبة جراء سيول تهالة.. لماذا لم تتعلم ليبيا من كارثة درنة؟

0
188

تستمر الأوضاع الإنسانية في بلديات الجنوب الليبي، وخاصة في بلدية تهالة، في التدهور بشكل حاد نتيجة السيول والأمطار الغزيرة التي اجتاحت المنطقة مؤخرًا. 

وتعرضت بلديات تهالة، العوينات، غات، والبركت إلى انقطاع الاتصالات والكهرباء بشكل كامل، مما أدى إلى عزلها عن باقي المناطق وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

تسببت السيول في تهالة في غمر معظم الأحياء السكنية والمرافق الخدمية بالمياه، مما أدى إلى نزوح أكثر من 600 عائلة، يعيشون الآن في ظروف صعبة داخل خيام مؤقتة، وبعضهم ما زال في العراء بسبب نقص الخيام والفرش. 

الخسائر المادية كانت كبيرة جدًا، وشملت المنازل والممتلكات العامة والخاصة، ومع ذلك، لا يمكن حصر هذه الخسائر بدقة في الوقت الحالي نظراً لاستمرار غمر المياه للمنطقة، في حين أفادت تقارير بوفاة 3 أطفال.

ومع استمرار اندفاع السيول وتوقع موجة أخرى من الأمطار العنيفة، أصبحت الأزمة الإنسانية في تهالة أكثر تعقيدًا. 

وحذر المسؤولون المحليون من المخاطر الصحية الناجمة عن تلوث المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفشي الأمراض بين السكان.

 وبالإضافة إلى ذلك، تعذر استئناف الدراسة في المدارس بسبب استخدامها كمراكز إيواء للعائلات النازحة، ومن المتوقع أن تستمر هذه الأزمة حتى نهاية نوفمبر المقبل.

من جهة أخرى، حاولت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب التدخل لمساعدة المناطق المتضررة من خلال تشكيل لجنة طوارئ واستجابة سريعة، إلا أن الجهود المبذولة حتى الآن ما زالت غير كافية لمواجهة حجم الكارثة. 

وأعرب المجلس البلدي في تهالة عن تقديره للمساعدات التي وصلت حتى الآن، لكنه أشار إلى أن الاحتياجات تفوق بكثير المساعدات المقدمة، داعيًا المؤسسات والمنظمات الإنسانية إلى تكثيف جهودها لإنقاذ السكان المتضررين.

هذا الوضع المعقد والمتفاقم يضع ضغوطًا كبيرة على سكان تهالة والبلديات المجاورة، الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة في ظروف تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، تواجه بلدية تهالة وغيرها من البلديات في الجنوب الليبي تحديات إنسانية كبيرة. مع مرور الأيام، تتفاقم الأزمة نتيجة عدم استقرار الأوضاع الجوية، حيث يتوقع استمرار هطول الأمطار الغزيرة وحدوث سيول إضافية قد تزيد من معاناة السكان. الجهود الحكومية، رغم تشكيل لجان الطوارئ وتوجيه المساعدات، لم تكن كافية للتخفيف من حدة الأزمة. 

المجلس البلدي في تهالة أعلن عن عجزه في مواجهة الوضع بمفرده، مما دفعه إلى توجيه نداء استغاثة إلى كافة المؤسسات المحلية والدولية للمساهمة في إنقاذ السكان وتوفير الاحتياجات الأساسية مثل المأوى والطعام والمياه النظيفة. 

وفيما تستمر بعض العائلات في النزوح إلى مناطق أكثر أمانًا، يبقى الخوف من تكرار الكارثة مع أي موجة أمطار جديدة، مما يضع هذه البلديات على حافة أزمة إنسانية طويلة الأمد.

يتطلب الوضع الراهن تكاتف الجهود المحلية والدولية بشكل عاجل لتقديم الدعم الضروري للمناطق المتضررة، وتوفير حلول مستدامة للتعامل مع تكرار الكوارث الطبيعية، من خلال إقامة سدود أو تغيير مسار الأودية، إلى جانب تعزيز البنية التحتية التي تضررت بشكل كبير جراء السيول.

وفي 10 سبتمبر، اجتاح إعصار “دانيال” عدة مناطق شرق ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة بالإضافة إلى مناطق أخرى، بينها درنة التي كانت المتضرر الأكبر، مخلفا آلاف القتلى والمفقودين بجانب أضرار مادية كبيرة.