ليبيا ومشروع المصالحة الوطنية.. هل هناك حل في الأفق؟

0
722

بدأت البعثة الأممية في ليبيا، برئاسة عبد الله باتيلي، في أولى خطواتها نحو مبادرة المصالحة الوطنية، التي أعلن عنها المبعوث الأممي بمشاركة الأطراف الفاعلة بالعملية السياسية، وسط شكوك في مد فاعليتها في حل الأزمة وتحقيق المصالحة المنشودة تمهيدا لفتح صفحة جديدة في ليبيا.

الإثنين الماضي، اختتمت أعمال الاجتماع العادي الرابع للجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة برئاسة عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، وبحضور المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا عبدالله باتيلي، بآمال كبيرة في إنجاح المصالحة.

حضر الاجتماع، وزير الخارجية الكونغولي جان كلود جاكوسو الذي تترأس بلاده اللجنة رفيعة المستوى حول الشأن الليبي المكلفة من قبل الاتحاد الأفريقي، ومستشار الاتحاد الأفريقي للمصالحة محمد حسن اللبات، وعضوا مجلس النواب عبدالمنعم بالكور، وهناء أبوديب، وأعضاء اللجنة التحضيرية الممثلون عن جميع الأطراف الرئيسية المشاركة في العملية السياسية. 

بحث الحضور، عددا من القضايا التنظيمية المتعلقة بآلية عمل اللجنة، استعدادا لانعقاد المؤتمر الجامع المزمع عقده نهاية أبريل المقبل في مدينة سرت.

بينما أكد المبعوث الأممي عبالله باتيلي، خلال الاجتماع، أن تحقيق المصالحة الوطنية يحتاج إلى جهود متواصلة بعد سنوات من النزاع والانقسام، مسترشدا بحالات لدول أخرى مرت بالأزمات نفسها وتجاوزتها، وعلى الليبيين الاستفادة من تجارب هذه الدول.

وأشار باتيلي إلى أن المؤتمر الجامع في سرت سيكون نقطة حاسمة والقادة السياسيون هم من تقع عليهم المسؤولية الأولى لنجاح هذا العمل، وكذلك القادة العسكريون أيضا.

كما تم تحديد موعد الاجتماع العادي الثالث للجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية، على أن يكون في 28 أبريل 2024، فضلا عن تحديد آلية تشكيل اللجنة التحضيرية لتنظيم المؤتمر، وتحديد اختصاصاتها ونظامها الداخلي.

وشهدت العاصمة الكونغولية برازافيل، في يوليو الماضي، انطلاق أعمال اللجنة التحضيرية بحضور ليبي وإقليمي واسع قبل أن تتحول أعمالها إلى داخل ليبيا بمشاركة الأطراف السياسية والاجتماعية كافة، في حين يظل التساؤل قائماً حول فرص نجاح هذه الجهود.

تأتي تلك الخطوات، وسط شكوك في تحقيق المصالحة المطلوبة، في ظل الوضع الأمني الهش الذي تعاني منه ليبيا، والسيطرة شبه الكاملة للميليشيات المسلحة على مساحات كبيرة من البلاد وتحديدا مدن الغرب الليبي بما فيها العاصمة طرابلس. 

ويهدد إنجاح تلك المصالحة أيضا، الاختلاف الكبير في الرؤى بين القوى السياسية المختلفة، خاصة في الوقت الذي تتمسك فيه أطراف بالسلطة ولا ترغب في تركها تحت أي ظرف، وهو ما يجعل الأوضاع متأزمة، في ظل البحث عن مكاسب شخصية فقط دون النظر لأي أمور أخرى.

وجاءت تلك المصالحة وسط حالة من انعدام الإرادة السياسية، في ظل الخلاف المحتدم بين أطراف العملية السياسية، بالإضافة إلى غياب الضغط الشعبي المطلوب على كافة الأطراف لإجبارهم على الجلوس على طاولة المفاوضات والوصول لنقاط اتفاق يمكن من خلالها تحقيق المصالحة المطلوبة.