خطة اللافي لبث السموم.. من يسيطر على الإعلام الليبي؟

0
215

وسائل الإعلام هي القوى العظمى على وجه الأرض، فبهذا السلاح يمكنك أن تغزو دولا دون أن تطلق رصاصة، فمن خلاله يمكنك الدخول لكل بيت والتأثير فيه وفي مشاعره، ونقل الصورة التي ترغب في نقلها فقط، حتى وإن كانت مغايرة للحقيقة وبعيدة عنها كل البعد.

ولكن الأزمة الحقيقية، عندما يقع سلاح القوة الناعمة في يد أشخاص مضللين يناصرون الباطل وينقلون صورة مضللة عن الأشياء، ففي ليبيا، يسيطر أحد أكثر الأشخاص دعماً للجماعات المتطرفة وتحوم حوله الشبهات بعدما وجهت له العديد من الاتهامات المدعومة بأدلة، التي تطعن في نزاهته، وهو وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية في حكومة الوحدة الوطنية، وليد اللافي.

اللافي قدم الدعم المالي الذي قدمه اللافي، لمجلس شورى ثوار بنغازي لضمان استمرار الحرب في بنغازي وإطالة فترة الصراع هناك، وتورطه في علاقات مشبوهة مع جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، فضلا عن تورطه في عدد من قضايا الفساد والابتزاز المالي وتهريب الأسلحة خلال الفترة بين 2012 إلى 2019.

وعلى الرغم من ذلك، فإن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، كان حريصا منذ اليوم الأول له في رئاسة الحكومة، على وجود وليد اللافي بجواره، للعديد من الأسباب، أولها دعم أصحاب اللافي من المسلحين والجماعات المسلحة والميليشيات، والأمر الأخر، لسيطرته على وسائل الإعلام التابعة للإسلام السياسي والتي يظهر عليها العديد من الأسماء المتطرفة.

وليد اللافي يسيطر بشكل شبه كامل على القوى الناعمة في ليبيا، بداية من وسائل الإعلام والمنصات الإلكترونية التابعة للحكومة الحالية في طرابلس، حتى إنتاج المسلسلات، وتضمن تلك السيطرة بث السموم الفكرية اللازمة للشعب الليبي، الذي أصبح محاصراً من كل الجوانب.

أقام وليد اللافي حفلا لمن دعاهم بـ”صناع المحتوى العرب” في مجمع قاعات ريكسوس بالعاصمة طرابلس، ومن بين المدعوين، كان فخر الدين ألطون وزير الإعلام التركي، ذلك الحفل الذي أقيم بمبالغ مالية طائلة، أنفقت من أموال الليبيين، من أجل ظهور اللافي وحكومته بالشكل المطلوب.

حضور وزير الإعلام التركي، ليس مُستغربا، فبالتأكيد يرغب اللافي في نقل التجربة التركية في استخدام القوى الناعمة للتسلسل إلى كل بيت والتأثير فيه ونقل المعلومات والأفكار التي يرغب في إيصالها فقط، في محاولة منه لفصلهم عن الواقع الأليم الذي يعيشون فيه.

ولعل الشاهد على ذلك، زيارة اللافي الأخيرة إلى تركيا، والتي تقابل فيها مع عدد كبير من صناع المحتوى أو المسلسلات التركية التاريخية، التي غزت بها تركيا العالم العربي واجتاحته بوابل من المسلسلات.

خلال زيارة اللافي لتركيا، التقى بالمخرج والمنتج التركي الشهير، محمد بوزداغ، ضمن مجموعة من صناع الأعمال الدرامية هناك، وللعلم، فإن بوزداغ هو مخرج ومنتج مسلسلي “قيامة أرطغرل” و”عثمان المؤسس” وكلا المسلسلين حققا نسب مشاهدات خيالية في العالم العرب، حتى أن نسب مشاهداتهم في الدول العربية اجتازت نسب المشاهدات في تركيا نفسها.

التجربة التركية التي يرغب اللافي في نقلها وتقليدها، ربما حققت نجاحا في إيصال المطلوب من أفكار، ولكن لهذا لتحقيق هذا النجاح، كانت هناك أموالاً طائلة تُنفق من قبل الحكومة التركية، حتى أن الرئاسة التركية تتابع إنتاج المحتوى بشكل دوري وتبحث باستمرار عن الجديد، وتوفر كل الميزانيات المطلوبة لتسخير الإمكانات واستخدام أحدث الوسائل في التصوير والإخراج.

فإذا كان اللافي يفكر في نقل تلك التجربة إلى ليبيا لنشر سمومه في بيوت الليبيين، كيف يوفر كل تلك الأموال لإنتاج ما يحلم به من محتوى؟ وما شكل المحتوى الذي سيقدمه للمواطن الليبي؟ أم أنه سيحصل على تمويله ممن يرغبون في إيصال أفكارهم للناس؟