غياب الرقابة يفتك بالليبيين.. من المسؤول عن حالات التسمم الغذائي؟

0
183
مستشفيات ليبيا
مستشفيات ليبيا

مأساة جديدة من نوع آخر، يعيشها الليبييون الآن، بعد أن سقطوا كفريسة بين أنياب الغش والاحتيال، فرغم ما يعيشونه من معاناة مأساوية تحت وطأة الحرب وتمكين الميليشيات والتدخل الخارجي، وجد البعض في ذلك بيئة مناسبة للكسب غير المشروع حتى لو على حساب أرواح الأبرياء من أجل التربح.

غابت الرقابة في ليبيا، وبالتالي الوضع أصبح مناسبا للغاية أمام تمرير كل شئ مخالف، طالما أن العين التي ترصد منشغلة بالصراعات والأزمات، فخلال الأيام الماضية فقط، مئات الحالات التي أصيبت بتسمم غذائي بسبب عدم التزام المطاعم بالضوابط اللازمة لمزاولة المهنة والاشتراطات المطلوبة.

ففي كل ليلة ينام فيها الليبيون، يستيقظون على خبر إصابة العشرات بتسمم غذائي بعد تناول الطعام في أحد المطاعم، ومع الأسف بعد وقوع الكارثة، يستفيق المسؤولون من نومهم، فيكون القرار إغلاق المطعم، دون النظر في مراجعة الضوابط اللازمة باعتبارها هي الأساس في انتشار تلك الظاهرة التي تهدد حياة ملايين الليبيين.

والغريب في هذا الأمر، أنها أصبحت ظاهرة، فلا يمكن اعتبارها حالات فردية كما يحدث في غيرها من البلدان، كحالات تسمم عادية تحدث نتيجة تناول وجبة فاسدة، حتى أن الأرقام التي يتم تداولها لمصابي التسمم الغذائي كبيرة، وهو الأمر الذي أصاب المجتمع الليبي بالفزغ.

فعلى سبيل المثال، منذ عدة أيام فقط، أصيب أكثر من 180 شخصا في آن واحد بالتسمم الغذائي، بعد تناولهم وجبة في أحد أكبر المطاعم الواقعة في حي الأندلس في غرب ليبيا، والأزمة أنه من بين تلك الحالات، حالات حرجة وتم وضع بعضها في غرف الرعاية الفائقة.

واقعة مطعم حي الأندلس الشهير ليست الأولى أو الأخيرة، فبعدها بأيام قليلة، أصيب 76 بحالات تسمم في مدينة الزاوية، بعد تناول وجبة في أحد أكبر المطاعم بالمدينة، إذا الأمر لم يعد فردياً، بل أن هناك حالة من عدم الالتزام في المطاعم أدت إلى هذا الأمر.

ومن بين تلك الأمثلة أيضا والتي حدثت في أماكن مختلفة وبشكل متتابع في ليبيا، إصابة 53 شخصا في مدينة الكفرة بالتسمم الغذائي في 5 يونيو الماضي، وبعدها بثلاثة أيام فقط، أصيب 6 أشخاص بسوق الجمعة، وفي 15 يونيو أصيب 18 شخصا في سبها.

وفي 22 يونيو أصيب 80 شخصا بالتسمم في سرت، ثم 181 أخرين في طرابلس، وبعدها إصابة 102 آخرين في مدينة الزاوية، ومازال الأمر مستمراً إلى الآن.