أسوة بالحبري.. متى يستطيع البرلمان إقالة الكبير من مصرف ليبيا المركزي؟

0
380

أصدر مجلس النواب الليبي، في جلسته التي عقدت أمس الثلاثاء، في مدينة بنغازي، قراراً بإقالة علي الحبري، من منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي المكلف.

وقال المتحدث باسم مجلس النواب عبد الله بليحق، في بيان إن المجلس قرر أيضاً إنهاء عضوية الخبري، ورئاسته للجنتي إعادة استقرار بنغازي ودرنة، وتكليف ديوان المحاسبة بمراجعة وفحص جميع المعاملات المالية والإدارية للجنتين منذ تاريخ انشائها حتي الأن.

كما قرر مجلس النواب مخاطبة النائب العام لاتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال الجرائم المرتكبة ومباشرة إجراءات التحقيق الابتدائي في تلك الجرائم.

ويبدو أن مجلس النواب الليبي وضع يده على أدلة دامغة تدين علي الحبري، في لجنتي إعادة استقرار بنغازي ودرنة، درجة أن يطالب ديوان المحاسبة بمراجعة معاملاتها المالية ومطالبة النائب العام بإجراء تحقيقات.

ورغم أن مجلس النواب كان قد كلف علي الحبري بمنصب محافظ مصرف ليبيا المركزي عام 2014 عقب إعلانه إقالة الصديق الكبير، إلا أن هذا القرار لم يكن منفذ على أرض الواقع.

فمحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، رفض قرار البرلمان وترك منصبه، فيما لم يستلم الحبري، المنصب وكان يسيطر فقط على فرع المصرف المركزي في بنغازي.

على مدار الـ 11 سنوات الماضية، منذ أن عينه المجلس الانتقالي أواخر عام 2011، ارتكب محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، العديد من المخالفات، وتورط في قضايا فساد، وأهدر مليارات الدينارات من أموال الدولة الليبية.

وتمثلت مخالفات الصديق الكبير في توفير الدعم المالي لجماعة الإخوان في ليبيا وصرف رواتب ثابتة لميليشيات إرهابية، وشراء صفقات سلاح مشبوهة، وفتح اعتمادات مستندية وهمية، والتلاعب بالأموال المجمدة وتحويل الأموال الليبية إلى المصارف التركية.

كما استغل الصديق الكبير، إيرادات النفط التي تحول أغلبها على مصرف ليبيا المركزي، في دفع مرتبات المرتزقة السوريين الذين جلبتهم تركيا للحرب ضد الجيش الوطني الليبي، وشراء أسلحة ومعدات عسكرية وطائرات مسيرة تركية لدعم الميليشيات في غرب ليبيا.

واستشرى الفساد في المصرف المركزي تحت إدارة الصديق الكبير من خلال تهريب النقد الأجنبي عبر الاعتمادات المستندية، ورصدت تقارير رقابية تجاوزات داخل المصرف تحت إدارته، آخرها الصادر عن ديوان المحاسبة في طرابلس عامي 2021 و 2022.

ويستمر الصديق الكبير، في ارتكاب الجرائم واحدة تلو الأخرى حتى الآن، والتي كان آخرها تسببه في وفاة أطفال مرضى السرطان في بنغازي بسبب عدم صرفه المخصصات لعلاجهم في الخارج.

والسؤال المطروح الآن متى يستطيع البرلمان إقالة الصديق الكبير من مصرف ليبيا المركزي؟ وهل يستطيع محاسبته على جرائمه بحق الليبيين مثل ما فعل مع الحبري؟.