ضبط 52 سورياً متسللين من ليبيا.. هل ينقل أردوغان مرتزقته لزعزعة استقرار تونس؟

0
372
ليبيا وتونس

حدود مُلتهبة، بين ليبيا وتونس، زاد من التهابها القرارات الجريئة والحاسمة من الرئيس التونسي قيس سعيد، التي جَعلت من مطامع جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي في تونس هباءً منثوراً، فوقعت كلماتها التي قالها خلال اجتماعه مع قيادات القوات المسلحة التونسية كالصواعق على رؤوس قادة الجماعة داخل وخارج تونس، التي كانت معقلهم الأخير ولاذهم النهائي بعد إسقاطهم في كل مكان.

الرئيس التونسي قيس سعيد أطاح بأحلام جماعة الإخوان في السيطرة على مقاليد كل شئ في تونس، فقرر حينها تجميد عمل برلمانهم الذين تحكموا به في كل شئ، وكشف عن خطته لمحاسبة أعضاء مجلس النواب ممن تورطوا في وقت سابق بقضايا وعليهم أحكام قضائية، ومؤخراً جَدد فترة تجميد البرلمان لترتفع موجة هجوم الإخوان عليه ومحاولات إسقاطه بشتى الطرق.

الجارة ليبيا هي الحل، كما ترى جماعة الإخوان، فاعتبروها هي المركز اللوجستي الذين من خلاله يمكنهم أن يدعموا رجالهم في تونس بالعُدة والعَتاد، ويمكن أن نقول أن هذا هو السبب الحقيقي الذي رغبت تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان في تحقيقه، نشر الفوضى في ليبيا لتسيطر الجماعات المسلحة التابعة لتلك الجماعة على غربها، وتكون المعسكر الذي يورد المقاتلين لمصر وتونس والدول التي تجاور ليبيا في حال الحاجة إلى ذلك.

التهاب الحدود بين تونس وليبيا، لم يكن وليد اليوم، فمن وقت لآخر، حاول الكثيرون من المرتزقة السوريين وأعضاء بالميليشيات الليبية المَدعومة من تركيا، التسلل للأراضي التونسية، وسط محاولات مُستميتة من قوات حرس الحدود التونسية لمنعهم والقبض عليهم، وبعد تطورات الأحداث الأخيرة بالأراضي التونسية، أصبحت الجماعة في أشد الحاجة للمعسكر الليبي لدعمها بعدما ضاقت عليها البلاد.

وأمس الأربعاء، أوقفت وزارة الدفاع التونسية، 52 سورياً بينهم 5 نساء و11 طفلاً خلال محاولتهم اجتياز الشريط الحدودي بين تونس وليبيا خلسة، وتم تسليمهم إلى قوات حرس الحدود التونسي لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة.

وتمكنت الوحدات العسكرية العاملة بقطاع رمادة، بجهة المرتبة، من توقيف 25 شخصا من جنسية سورية من بينهم امرأة، كما تمكنت قوات الجيش التونسى في عملية ثانية الإثنين من توقيف 27 سوريا آخرين من بينهم 4 نساء و11 طفلا.

وقالت الوزارة التونسية في بيان لها، إن الموقوفين كانوا يتنقلون داخل المنطقة الحدودية العازلة بنيّة اجتياز الحدود خلسة باتجاه التراب التونسى، وقد تم تسليمهم إلى وحدات الحرس الحدودي التونسى بالمنطقة لاتخاذ الإجراءات القانونية في شأنهم.

ليبيا وبالتحديد غرب البلاد وجنوبها، أصبحا مُورداً هاماً للمتطرفين والإرهابيين لدول الجوار، وما رغبت فيه تركيا للسيطرة على تلك المناطق باستخدام الميليشيات المسلحة والمرتزقة، حَول المنطقة إلى فوضى عارمة، ألهبت نيرانها كل مكان.