أعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة الليبية أن البلاد تتصدر قائمة أسرع الاقتصادات العربية نموًا في 2025 بنسبة 17.3%، وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي. ويعود هذا النمو، بحسب الوزارة، إلى الإجراءات الحكومية الرامية لتطوير قطاع النفط والغاز، وتشجيع القطاع الخاص، ودفع عجلة الإعمار والتنمية المستدامة.
وتأتي ليبيا في المرتبة الأولى عربيًا، متقدمة بفارق كبير على بقية الدول. فجيبوتي تحتل المركز الثاني بنسبة نمو متوقعة تبلغ 6%، تليها موريتانيا بـ4.4%، ثم الإمارات والصومال والمغرب بمعدل يقارب 4%. أما مصر فسجلت 3.9%، والجزائر 3.8%، في حين لم تتجاوز السعودية 3%، وجاءت البحرين في آخر القائمة بنسبة 2.8%.
لكن، وبينما تتحدث المؤشرات عن نسب نمو غير مسبوقة، يعيش المواطن الليبي حالة من المفارقة الصارخة. ففي غرب ليبيا، ما زالت شكاوى السكان تتصاعد من نقص الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، إضافة إلى معاناة البنية التحتية المتدهورة، وارتفاع تكاليف المعيشة، وانهيار القدرة الشرائية.
ويرى مراقبون أن السبب في هذه الفجوة بين الأرقام والواقع يعود إلى طبيعة الإنفاق الحكومي. ففي حين يوجَّه جانب كبير من الموارد المالية إلى دعم الميليشيات والإنفاق العسكري، تغيب الخطط الفعالة لمعالجة أزمات المواطن اليومية.
كما يشير اقتصاديون إلى أن النمو القائم على صادرات النفط والغاز يظل هشًا، لأنه لا ينعكس بشكل مباشر على حياة الناس طالما غابت سياسات تنويع الاقتصاد والشفافية في إدارة الموارد.
ويتساءل الشارع الليبي: ما جدوى الحديث عن نسب نمو قياسية، إذا كانت المستشفيات تفتقر للأدوية، والمدارس بلا تجهيزات، والشوارع غارقة في الإهمال؟ ولماذا يظل المواطن الليبي بعيدًا عن الاستفادة من هذه الطفرة الاقتصادية، بينما تتوسع حكومة الوحدة الوطنية في تخصيص ملايين الدينارات لصالح جماعات مسلحة لا تخدم إلا مصالحها الخاصة؟
في ظل هذه التناقضات، يظل السؤال مطروحًا: هل يمكن أن يتحول هذا النمو الاقتصادي المعلن إلى واقع ملموس يخفف من معاناة المواطن الليبي، أم أنه سيظل حبيس التقارير والإحصاءات الدولية؟
- ليبيا.. نمو اقتصادي في الأرقام ومعاناة يومية في الواقع
- ليبيا.. المنفي يؤكد التزام المجلس الرئاسي بدعم مفوضية الانتخابات
- ليبيا.. صدام حفتر يبحث مع رئيس المخابرات التركي تعزيز التعاون الأمني وتبادل الخبرات
- وزير التعليم يعطي الإذن ببدء طباعة الكتاب المدرسي محلياً في طرابلس
- الجيش الوطني الليبي يعتمد خطط جديدة لإعادة تنظيم القوات ورفع جاهزيتها