لم تكن الطفلة الليبية سهان تحمل حقيبتها الصغيرة إلى المدرسة أو إلى رحلة ترفيهية، بل إلى “مركب موت” يُقلّها مع أسرتها عبر البحر، في محاولة يائسة للبحث عن علاج لمرض نادر أنهك جسدها، وعجزت المنظومة الصحية في ليبيا عن توفيره.
سهان، التي تنحدر من مدينة زوارة غربي البلاد، تعاني من اضطراب نادر يُسبب خللاً في إنزيمات البنكرياس، وهو مرض لا تجد له علاجًا في ليبيا، رغم الميزانيات الضخمة المرصودة لقطاع الصحة، والذي يئن تحت وطأة الفساد وسوء الإدارة.
والدتها، التي وثّقت رحلتهم عبر صور ومقاطع فيديو نُشرت على حساباتها، أظهرت اللحظات المؤثرة التي سبقت الرحيل، بدءًا من تجهيز الحقائب وتناول آخر وجبة في المنزل، وصولًا إلى صعودهم القارب وسط البحر.
وفي كلمات موجعة، كتبت الأم: “لم نغادر لأننا نريد الهجرة، بل لأن المرض لا ينتظر، والمستشفيات هنا لا تملك الدواء ولا حتى وسائل التشخيص”. وأعربت عن يأسها من وعود المسؤولين وتقاعس الدولة، مقابل احتياجات طفلة صغيرة لا تطلب سوى حقها في الحياة.
قصة سهان تُجسّد واقع آلاف الليبيين الذين بات البحر خيارهم الوحيد، لا هربًا من الحرب فقط، بل من الموت البطيء بسبب غياب الرعاية الصحية. وهي واحدة من قصص كثيرة تُظهر كيف أضحى البحر معبرًا اضطراريًا نحو أمل في النجاة.
في بلد تمتلئ تقاريره بالحديث عن الفساد وسوء الإدارة، تخرج حكايات مثل سهان كصرخة إنسانية لا تطالب بالشفقة، بل بالحق في الحياة، والعلاج، والكرامة.
- الحداد يؤكد للمبعوثة الأممية دعمه للحفاظ على سيادة ليبيا ووحدتها وسلامة أراضيها
- البعثة الأممية تحتفل بتخرّج الدفعة الثانية من برنامج “رائدات” بمشاركة 34 شابة ليبية
- ليبيا بين فائض الدينار وضغط الدولار.. اقتصاد 2025 على إيقاع التجاذبات السياسية
- دمشق تستأنف رحلاتها الجوية من ليبيا بدءً من الأحد المقبل
- مديرية أمن زليتن تكشف تفاصيل الهجوم على مكتب مفوضية الانتخابات