ليبيا

صراع النفوذ في غرب ليبيا.. ما وراء اشتباكات الميليشيات في غريان؟

بواسطة

مارس 19, 2025

468

تحولت مدينة غريان، الواقعة جنوب غرب ليبيا، إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين الفصائل المسلحة، في مشهد يعكس عمق الفوضى الأمنية التي تعيشها البلاد.

ومنذ الساعات الأولى لصباح اليوم، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات تابعة لقيادات أمنية نافذة في طرابلس، وسط تصاعد التوترات التي تهدد بمزيد من التصعيد في المنطقة الغربية، حيث تسعى الأطراف المتناحرة إلى تعزيز نفوذها في واحدة من أهم النقاط الاستراتيجية على الخريطة الليبية.

وتقع غريان على بعد 75 كيلومتراً جنوب طرابلس، وتمثل المدخل الرئيسي إلى منطقة الجبل الغربي، إضافة إلى موقعها على الطريق الرابط بين العاصمة والحدود الليبية التونسية، مما جعلها مسرحاً لصراعات متكررة بين الفصائل المسلحة التي تتنافس على فرض السيطرة.

وتشير التقارير الميدانية إلى أن الاشتباكات اندلعت بعد قيام قوة تابعة لجهاز دعم الاستقرار، الذي يقوده غنيوة الككلي، باعتقال ثمانية مقاتلين ينتمون للواء 444، بقيادة محمود حمزة، والاستيلاء على عدد من المركبات التابعة لهم.

وعلى إثر ذلك، هددت قيادة اللواء 444 باقتحام المدينة، في تصعيد خطير يعكس حجم التنافس بين القوتين الرئيسيتين في طرابلس، اللتين تتقاسمان النفوذ في مناطق شاسعة من الغرب الليبي.

هذه المواجهة ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل الصراع الذي تشهده ليبيا منذ سقوط نظام القذافي عام 2011، حيث باتت المليشيات المسلحة الفاعل الرئيسي في المشهد الأمني، متجاوزة في تأثيرها سلطة الدولة المركزية.

فمع غياب منظومة أمنية موحدة، واستمرار حالة الانقسام السياسي، أصبحت هذه الجماعات تمتلك نفوذاً واسعاً، ما جعلها تتنافس على السيطرة على المدن الرئيسية، في ظل تراجع قدرة المؤسسات الأمنية الرسمية على فرض النظام والقانون.

ولا تقتصر تداعيات هذا الصراع على البعد الأمني فقط، بل تمتد إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، إذ تؤدي هذه المواجهات إلى تعطيل الحياة اليومية، وفرض مزيد من القيود على حركة المدنيين، إضافة إلى تزايد الانتهاكات والجرائم التي ترتكب تحت غطاء الفوضى المسلحة.

كما أن استمرار هذه الصدامات يعزز الانقسام داخل الأجهزة الأمنية نفسها، حيث بات لكل فصيل موالون داخل مؤسسات الدولة، مما يزيد من صعوبة تحقيق أي استقرار مستدام، وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال المطروح: إلى متى ستظل ليبيا رهينة لصراعات المليشيات؟