لماذا استخدم مفتي ليبيا المعزول أساليب التحريض والفتنة ضد أوروبا وأمريكا؟

0
66

يعتبر المفتي المعزول الصادق الغرياني، رجل جماعة الإخوان الأول في ليبيا حيث تستخدمه لتنفيذ أجندتها من خلال فتاويه المتطرفة، والتحريض على الفوضى والانقسام.

ومنذ تأسيس الإخوان وحتى اليوم لم يتغير نهجها الذي يعتمد على استخدام الدين في تحريك مشاعر الجماهير لتحقيق أهداف سياسية، ولم يجد تنظيم الإخوان أفضل من الغرياني في ليبيا لاستخدامه.

والصادق الغرياني يوفر لجماعة الإخوان الفتاوى التي تخدم أهدافهم وبالمقابل يوفر الإخوان الدعم الأدبي للمفتي ما يبقيه في القمة كأب روحي وهو ما يريده الغرياني، خاصة بعد عزله من منصب المفتي منذ عام 2014.

وجماعة الإخوان لا تستطيع أن تحيا في أي دولة إلا في حالة عدم الاستقرار، فإذا استقرت الدولة وأقيم فيها القانون سينتهي الحال بأعضاء جماعة الإخوان خلف القضبان لتورط أغلبهم في جرائم، مثلما حدث في مصر على سبيل المثال.

ويخدم الصادق الغرياني، أجندة جماعة الإخوان في ليبيا من خلال إصدار فتاوى تعارض أي استقرار ممكن أن يحدث في البلاد، وعلى مدار السنوات الماضية أصدر العديد من الفتاوى الداعمة للميليشيات المسلحة والداعية للقتال ضد الجيش الوطني الليبي.

وخرج الصادق الغرياني مؤخراً عبر برنامجه الذي يٌبث على قناة التناصح، ليدعوا المواطنين الليبيين للخروج في الساحات وإحداث فوضى وتكرار أحداث 2011 و2012 للتخلص مما وصفه بـ”السلبية”، تحت ستار الدعوة للانتخابات والاستفتاء على الدستور، على الرغم من أنه لطالما رفض هذه الاستحقاقات، خوفاً من أن يفوز بها أحد المرشحين الرافضين لتياره.

كما أعرب الغرياني عن رفضه لخطوات التقارب بين شرق وغرب ليبيا التي يرحب بها العالم كله ضمن مساعي المصالحة الوطنية، زاعماً أن “هذه خطوة تهدف إلى السيطرة على المنطقة الغربية وليس الوحدة الوطنية”.

وليست هذه أول فتوى للغرياني تحرض على الانقسام في ليبيا، إذ سبق له أن أطلق في أوقات سابقة دعوات للمليشيات المسلحة في ليبيا للخروج إلى الساحات من أجل منع الانتخابات عن طريق حمل السلاح.

كما سبق ودعا الغرياني، إلى التظاهر للمطالبة برحيل البعثة الأممية من ليبيا تحت ذريعة أنها العدو الأول للاستقرار بالبلاد.

وفي إحدى أحاديثه طالب بعدم تكرار أداء فريضة الحج والعمرة لمن أداهما، داعياً لتوجيه نفقات الحج والعمرة للميليشيات المسلحة التي تقاتل ضد الجيش الوطني الليبي.

وسبق حرض حكومة الوحدة بقيادة عبد الحميد دبيبة، على إعلان الحرب على شرق ليبيا وقتال الحكومة المكلفة من مجلس النواب والجيش الليبي، من “أجل تحرير الحقول النفطية”.

كما دعا الغرياني، في احدى أحاديثه السابقة إلى أن تقطع ليبيا الغاز والنفط على الأوروبيون لأن قطعه يؤثر على الأمريكان لأنهم من يتحكمون في البلاد العربية حتى في النفط، رغم أن تصدير النفط هو تقريباً المصدر الوحيد للدخل في البلاد.

حتى الاتفاقات الدولية لم تسلم من هجوم الغرياني، وسبق ووصف تعاون حكومة الوفاق السابقة مع فرنسا، من خلال توقيع مذكرة التفاهم التي أعلن وزير الداخلية فتحي باشاغا، في عام 2020 عن توقيعها مع مجموعة ” IDEMIA” الفرنسية المتخصصة في حلول الهوية الرقمية، بالـ“فضيحة”، مشيراً إلى أنها بمقتضى الدين والشرع “مُنكرًا كبيرًا شديد الإنكار”.

وهاجم أيضاً الغرياني المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا وقال إن الهجرة غير الشرعية أتت بمرتزقة العدل والمساوة و”داعش” والشيعة الروافض إلى البلاد، رغم أن ليبيا دولة عبور وليست دولة استقرار وجميع المهاجرين الذين يدخلونها يقصدون في الأساس دول أوروبا.