وزير الخارجية الجزائري يبحث مع “خوري” تطورات الأوضاع بليبيا

0
194

استقبل وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، مساء أمس الإثنين، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني خوري، التي تقوم بزيارة إلى الجزائر في إطار التشاور والتنسيق حول تطورات المشهد الليبي.

وعقد الطرفان مؤتمر صحفي عقب محادثاهما، أكد خلاله وزير الخارجية الجزائري على ضرورة التركيز أربع أولويات رئيسية في الوقت الراهن، تتعلق الأولى بتفادي تحويل الاستحقاق الانتخابي في ليبيا إلى غاية بحد ذاتها، فالغاية تبقى أشمل وأوسع، مشيراً إلى أن نجاح هذا الاستحقاق يتوقف على مدى التقدم المحرز في العمل التحضيري الذي ينبغي استنفاذه على أكمل وجه.

وأضاف عطاف، أن الأولوية الثانية فهي أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والعمل على تثبيته وكأولوية ثالثة رحب بكل المبادرات والرغبات والمسارات التي تضع نصب أولوياتها حل الأزمة الليبية، مشددا على ضرورة أن تكون هذه الاخيرة امتدادا وسندا وعونا للجهد الأممي الذي يبقى المرجع الأساسي الذي تتجسد فيه ثوابت حل الأزمة الليبية، وكذا معالمها وضوابطها.

وتابع أن الأولوية الرابعة تتمثل في عدم التخلي عن مشروع المصالحة الوطنية الليبية، مبرزا أنه بالرغم من كل الصعوبات التي اعترضت سبيل هذا المشروع إلا أنه يبقى يكتسي أهمية بالغة، كونه سيسهم، لا محالة ولا ريب في بلورة أرضية جامعة وموحدة لجميع أبناء ليبيا، تنأى بهم عن نهج التجاذب والانقسام، وتبعدهم كل البعد عن منطق الغالب والمغلوب.

وأعرب وزير الخارجية الجزائري عن أسفه لكون الأزمة الليبية تخطت منذ بضعة أشهر عامها الثالث عشر، ومع زيادة عمرها تزداد بذات القدر تعقيداتها، محذرا من انحسار آفاق الحل السياسي الذي طالما سعت جاهدة وبإخلاص من أجل تحقيقه وتثبيت أسسه ومقوماته.

وأرجع عطاف، طول أمد الأزمة الليبية في المقام الأول، إلى تزايد وتعاظم وتعقد التدخلات الخارجية في شؤون هذا البلد، معتقدا «أن مفتاح حل هذه الأزمة يكمن أساسا في استبعاد وإنهاء هذه التدخلات، بجميع أشكالها ومضامينها ومآربها، السياسية والعسكرية والأمنية.

وجدد عطاف دعوة الجزائر ومطالبتها لجميع الأطراف الأجنبية برفع أياديها الجاثمة على الشأن الليبي، وبوضع حد للسياسات والممارسات والتصرفات التي تغذي الانقسام وتزرع الفرقة وتعمق الهوة بين أبناء الوطن الواحد والأمة الموحدة.

وشدد على أن الجزائر تبقى على قناعة راسخة أن إنهاء هذه التدخلات سيكون له الأثر البالغ في تمكين الأشقاء الليبيين من تجاوز التجاذبات والاستقطابات الراهنة، ومن إيجاد أرضية توافقية تكرس مساهمة الجميع في مسار ليبي-ليبي يطوي صفحة الخلافات، ويرأب الصدع، وينهي الأزمة بصفة نهائية.

بدورها، أشادت ستيفاني خوري بدور الجزائر المهم والأساسي في دعم جهود الليبيين للتوصل إلى حل للأزمة الليبية، لافتة إلى أن النقاش الذي جمعها بعطاف كان «عميقا ومفيدا جدا»، حيث تم التطرق إلى التحديات من ناحية الانقسامات الأمنية والاقتصادية، وكذا من ناحية الاستقرار في المنطقة وليس فقط في ليبيا.

وأضافت خوري أنه تمت أيضا مناقشة الأهداف المشتركة بين الأمم المتحدة والجزائر، والتي تصب في صالح الشعب الليبي من أجل الوصول إلى دولة ليبية موحدة دون انقسامات، وكذا استقرار المنطقة ككل».

جاءت جولة خوري إلى دول المنطقة من بينها المغرب ومصر والجزائر في وقت تشهد المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية جمودا منذ أشهر، وتعثر اللقاء الثلاثي بين الرئاسات الثلاث الذي كان مقررا عقده في القاهرة في منتصف يوليو الماضي.