وسط تجاهل المجتمع الدولي.. آلاف اللاجئين السودانيين يواجهون أوضاعاً مأساوية في الكفرة

0
118

تعيش مدينة الكفرة بجنوب شرق ليبيا واحدة في أزمة إنسانية طاحنة مع تزايد أعداد اللاجئين السودانيين الفارين من جحيم الحرب في بلادهم، ليجد أهل المدينة أنفسهم في مواجهة تحديات صحية واجتماعية هائلة تفوق إمكانياتهم المحدودة.

ومنذ اندلاع الحرب في السودان التي بدأت في 15 أبريل 2023 نزح أكثر من 8.8 مليون شخص من مساكنهم، وفر الكثير منهم إلى دول الجوار، والتي من بينهم ليبيا ومكث الكثير منهم في مدينة الكفرة لقربها من الحدود السودانية.

وتجاوز عدد النازحين السودانيين في المدينة 65 ألف نازح، مع تزايد ملحوظ في موجة النزوح، حيث يدخلها يومياً قرابة 700 فرد لأنها أقرب مدينة لمناطق الصراع.

ويقطن اللاجئين السودانيين في أكثر من 50 تجمعاً سكنياً تحيط بمدينة الكفرة، يوجد أغلبها في المزارع والمستودعات وبعض المساكن القديمة في ظروف لا تليق بالبشر ما تسبب في تفشى بعض الأمراض الخطيرة والسارية بينهم وسط عجز المستشفيات عن تقديم الخدمات الصحية لهم.

وصرح رئيس غرفة الطوارئ بوزارة الصحة بالحكومة الليبية ومدير مستشفى الشهيد عطية الكاسح التعليمي بمدينة الكفرة، إسماعيل العيضة، في وقت سابق، أنه يتم الكشف بشكل يومي على أكثر من 1000 نازح للكشف عن التهاب الكبد، والإيدز، والأمراض المعدية الأخرى”، مشيراً إلى أن هذه الجهود، على الرغم من أهميتها، لا تفي بالغرض في ظل الأعداد الكبيرة للنازحين، حيث كشف الفحص الطبي عن وجود حالات مصابة بالإيدز، والملاريا، والدرن، مما يشكل تهديدًا صحيًا كبيرًا للمدينة.

ويرى مراقبون أن الوضع الإنساني في مدينة الكفرة يستدعي تدخلاً عاجلاً من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم اللازم للنازحين السودانيين، وتقديم الدعم الكامل لبلدية الكفرة لتتمكن من مواجهة هذه الأزمة التي تفوق قدراتها.

ومؤخراً أجرت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا والمنسقة المقيمة للشؤون الإنسانية، جورجيت غانيون، زيارة تفقدية إلى مدينة الكفرة، رافقها رؤساء خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة، للوقوف على وضع اللاجئين السودانيين والمجتمعات المضيفة، بهدف تعزيز جهود الاستجابة الإنسانية الموسعة للأمم المتحدة.

وقالت غانيون، إن السلطات المحلية والمجتمعات المضيفة في الكفرة ومدن أخرى في ليبيا تساعد اللاجئين السودانيين بشكل فاعل منذ اندلاع النزاع”، مضيفة: “هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الدعم وتسهيل الوصول والتنسيق لتلبية الاحتياجات الإنسانية وتوفير سبل الحماية المتزايدة”.

وأطلقت الأمم المتحدة في ليبيا خطة الاستجابة للاجئين السودانيين في ليبيا للعام 2024 لتقديم الدعم وضمان تقاسم المسؤولية مع دولة ليبيا والسلطات المحلية والمواطنين الليبيين في إدارة التحديات المستمرة حيث تم طلب 48.6 مليون دولار أمريكي من الجهات المانحة.

وأكدت غانيون، أن الأمم المتحدة في ليبيا ملتزمة بتقديم المزيد من الدعم للاجئين السودانيين والمجتمعات المستضيفة بالتنسيق والتعاون مع السلطات المحلية واللاجئين والشركاء في المجال الإنساني.