رصاصات الغدر الطائشة تخطف أرواح الآمنين في غرب ليبيا.. من يحمي المدنيين؟

0
1149
ميليشيات الزاوية _ ميليشيات

تشهد مدن غرب ليبيا حالة من الفوضى العارمة والغياب التام للأجهزة الأمنية، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في الجرائم وأعمال العنف، بما في ذلك القتل العشوائي للشباب والنساء.

ويعتبر مقتل ربيعة ارحومة في تاجوراء نتيجة إصابتها برصاصة في الرأس خلال الاشتباكات التي شهدتها المدينة مساء الثلاثاء، وحتى ساعات مبكرة من صباح الأربعاء، تجسيداً صارخاً لهذه الحالة المزرية.

ولا تقتصر هذه الحوادث على تاجوراء فحسب، فقد شهدت مدينة الزاوية في يونيو الماضي نحو خمس وقائع قتل، مما يبرز مدى انتشار الفوضى والعنف في المنطقة.

ويعزى هذا العنف إلى الانتشار غير المنضبط للأسلحة وتفاقم النزاعات بين الفصائل المسلحة المختلفة، وضعف سلطة الأجهزة الأمنية وحكومة الوحدة الوطنية.

وتتفاقم الأمور بشكل خاص خلال المناسبات مثل عيد الأضحى، حيث وقعت ثلاث جرائم قتل في اليوم الرابع من العيد. قتلت مريم صالح القمودي بأربع طلقات في الرأس، وعبد الرحمن محمد سعود نتيجة إطلاق الرصاص عليه، وأشرف نورالدين الشاوش بعدة طلقات بالقرب من الإشارة الضوئية الضمان.

ولم تكن هذه الحوادث معزولة، ففي ثالث أيام العيد، قتل الشاب عبد الباري أبوعوبة رمياً بالرصاص على يد مجهولين أمام منزله في الزاوية بالقرب من شارع المنقع/ وفي ثاني أيام العيد، لقي سامر الهنقاري مصرعه متأثراً بجراحه بعد إصابته بوابل من الرصاص من قبل مجموعة مسلحة في الزاوية قبل أيام.

وفي مارس 2023، وقعت العديد من حالات القتل والتصفية في غرب ليبيا على يد الميليشيات المسلحة، وتزامن ذلك مع شهر رمضان المبارك، ولم يمنعهم الشهر الفضيل عن ارتكاب الجرائم بحق أنفسهم وبحق المدنيين. في أول يوم من شهر رمضان آنذاك، قتل المواطن فاتح الطقوق إثر اشتباكات مسلحة بشارع الحاجة في مدينة الزاوية قبل أذان صلاة المغرب، كما قتل المواطن محمد الدباشي، قرب مستشفى صبراتة على يد مسلحين أمطروه بوابل من الرصاص ولاذوا بالفرار.

وتزايد هذه الجرائم في غرب ليبيا يعكس حالة من الانفلات الأمني المريع، وهو نتيجة مباشرة لعدة عوامل معقدة أولاً، انتشار الأسلحة بيد الجماعات المسلحة والمواطنين بدون رقابة حكومية صارمة يزيد من وتيرة العنف ويُسهم في وقوع جرائم مروعة، وثانياً، ضعف الأجهزة الأمنية وغياب فعّاليتها في فرض القانون والنظام يترك فراغاً أمنياً يستغله المجرمون والمسلحون. ثالثاً، النزاعات المسلحة بين الفصائل المختلفة تزيد من حدة العنف وتفاقم الوضع الأمني.

وفي ظل هذه الظروف، يصبح الوضع الأمني في مدن غرب ليبيا أكثر تدهوراً، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي والجهات المحلية لإعادة الاستقرار والأمان لتلك المناطق.

وبحسب مراقبين، تعد جهود نزع السلاح وإصلاح المؤسسات الأمنية أساسية لضمان حماية المدنيين ومنع وقوع المزيد من الجرائم البشعة، حيث يظل الأمل في أن تتكاتف الجهود الوطنية والدولية لإعادة بناء النظام الأمني والقضاء على الفوضى المسلحة التي تهدد حياة المدنيين وتزعزع استقرار المنطقة بأكملها.