لماذا تراجع دور اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في أداء مهامها؟

0
212

تباينت آراء السياسيين والأكاديميين الليبيين حول ما يرونه تراجعاً لدور اللجنة العسكرية المشتركة “5+5”. يأتي ذلك بالتزامن مع مشاركة قيادات عسكرية رفيعة في مؤتمر نظمته القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” لوزراء الدفاع ورؤساء الأركان لجيوش دول أفريقيا في بوتسوانا.

وأشارت بعض الأطراف إلى تراجع الحديث خلال الأشهر الماضية عن دور اللجنة العسكرية المشتركة، والتي كانت تعنى بملفات هامة مثل خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وحل التشكيلات المسلحة ونزع سلاحها في إطار جهود توحيد الجيش.

تتكون لجنة “5+5” من خمسة عسكريين تابعين للقيادة العامة للجيش الوطني وخمسة آخرين تابعين لرئاسة أركان المنطقة الغربية. في أكتوبر 2020، توصل أعضاء اللجنة برعاية البعثة الأممية إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، والذي أنهى النزاع المسلح بين شرق البلاد وغربها منذ أبريل 2019.

بعض الأطراف ترى أن تراجع دور اللجنة يرجع إلى هيمنة التشكيلات المسلحة في المنطقة الغربية وتأثرها بالتجاذبات السياسية والنزاعات الحكومية على السلطة، بالإضافة إلى تأثير النزاعات المسلحة في دول أخرى على عمل اللجنة. كما يحذرون من أن التوترات الأمنية في المنطقة الغربية تزيد من تعقيد جهود توحيد المؤسسة العسكرية.

مشاركة رئيسي أركان القيادة العامة وقوات حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في مؤتمر “أفريكوم” قد تكون جزءاً من مساعي واشنطن لتأسيس قوة عسكرية مشتركة من قوات شرق وغرب البلاد لتمركزها في منطقة الحدود الليبية الجزائرية والنيجيرية.

من ناحية أخرى، يرى بعض المحللين أن الدعوة للمؤتمر تشير إلى انفتاح واشنطن على جميع الأطراف الليبية وأن الحديث عن سيطرة الروس على الساحة الليبية غير صحيح. إلا أن البعض الآخر يشكك في إمكانية إحياء مسار توحيد المؤسسة العسكرية دون وجود سلطة سياسية موحدة وقوية تكون قادرة على السيطرة والولاء.

في النهاية، من دون إجراء انتخابات وتشكيل حكومة موحدة قوية، لن تشهد ليبيا توحيداً حقيقياً لمؤسساتها العسكرية والأمنية، وخاصة أن الملف الليبي تراجع على الأجندة الدولية مقارنة بقضايا أخرى في المنطقة.