مع دخول فصل الصيف.. العقارب تطارد المواطنين بجنوب ليبيا

0
169

تعاني مدن جنوب ليبيا كل عام من انتشار العقارب والزواحف السامة بالتزامن مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن المناخ الصحراوي للمنطقة.

وينتشر في المناطق الصحراوية والجبلية في ليبيا أكثر من 10 أنواع من العقارب أخطرهم عقرب فلسطين الأصفر (عقرب صحراء النقب) والعقرب السمين.

وسجلت ليبيا الأحد الماضي، أول حالة وفاة بسبب لدغ العقارب لهذا العام، وكانت لطفل يبلغ من العمر 4 سنوات، وتوفي بعد ساعات من وصوله لمستشفى الشهيد عطية الكاسح بمدينة الكفرة وهو يعاني مضاعفات شديدة جراء تعرضه للسعة عقرب سامة.

وقال الناطق الإعلامي للمستشفى، محمد بوشليف، إنه تم إدخال الطفل للعناية المشددة بقسم الأطفال، وكانت حالته خطيرة نظراً لتأخر تلقيه عملية الإسعافات الأولية في عيادة الحي الذي يقطن فيه قبل تحويله.

وكان المستشفى قد أعلن في وقت سابق تسجيل 49 إصابة بلدغات العقارب خلال 48 ساعة فقط، كما سجلت 397 إصابة بلدغات العقارب خلال الأشهر الماضية.

مستشفيات جنوب ليبيا كانت تعاني في السنوات الماضية من نقص الأمصال المضادة للدغ العقارب ما كان يتسبب في ارتفاع أعداد الوفيات، لكن هذه المشكلة تم حلها بشكل كبير مع تدخل الحكومة الليبية المكلفة برئاسة أسامة حماد.

وأعلنت الحكومة المكلفة أمس الأول الإثنين، تسليم 950 مصلاً مضاداً للسموم إلى مستشفى الشهيد عطية الكاسح ببلدية الكفرة جنوب شرق ليبيا، وذلك بناءً على توجيهات القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.

وسلم هذه الكمية من الأمصال جهاز الإمداد الطبي والخدمات الطبية والعلاجية تنفيذاً لخطة واستراتيجية الحكومة بشأن توزيع الأمصال على المرافق الصحية بالمنطقة الجنوبية.

وأوضحت الحكومة أنه جرى تسليم عدد 700 مصل مضاد لسم العقارب، و50 مصلاً مضاداً لسم الثعابين، و50 مصلاً مضاداً لداء الكلب، و150 مصلاً للوقاية من مرض الكزاز لمستشفى عطية الكاسح كدفعة ثانية وأخيرة، منوهة إلى أنه سيجري تسليم باقي مستشفيات المنطقة الجنوبية باقي الدفعات من الأمصال.

وتهاجم أسراب العقارب في فصل الصيف القرى الصحراوية بجنوب ليبيا وتعترض المارين على الطرقات أو في المسارات والطرق الزراعية وحتى البيوت المسكونة.

وترى الخبيرة في مجال البيئة سليمة محمد، أن أفضل الطرق لمجابهة خطر العقارب هي رش مبيدات غير سامة في مداخل المنازل والحدائق والمؤسسات الخدمية.

وذكرت في تصريحات صحفية سابقة أنه “توجد بعض الزيوت التي تطرد العقارب مثل زيت النعناع ذي الرائحة القوية واللافندر والقرفة، حيث إن رائحتها القوية تخدر الحشرات وتبعد خطرها”.

وأكدت الخبيرة البيئية أن العقارب تبقى مختبئة طوال فترة النّهار وتظهر في الليل للبحث عن الماء والغذاء فتصادف المارة أو تقتحم منازلهم.

وطالبت أجهزة الإصحاح البيئي في المدن والقرى الصحراوية بالمداومة على رش المبيدات الحشرية، مع مراعاة ألا تكون سامة حتى لا تشكل خطراً إضافياً على حياة المواطنين.