في وجهة جديدة بعد ليبيا وأذربيجان، أكدت تقارير نقل المئات من المرتزقة السوريين الموالين لتركيا إلى النيجر في دفعة أولى، للقيام بعمليات حراسة وقتال هناك مقابل رواتب تبلغ 1500 دولار شهرياً للمقاتل.
ومنذ أواخر عام 2019، أرسلت تركيا آلاف المقاتلين السوريين إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الوطني السابقة، ضد الجيش الوطني الليبي، وكذلك أرسلت سوريين ليحاربوا الى جانب أذربيجان في نزاعها مع أرمينيا في إقليم ناغورني قره باغ.
ومع استقرار الأوضاع وتوقف القتال بين شرق وغرب ليبيا منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020، يتساءل المراقبون هل انتهت مهمة المرتزقة السوريين في طرابلس لاسيما بعد ظهور وجهة لهم جديدة في النيجر؟.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام مؤسسة “سادات” التركية للاستشارات الدفاعية بنقل نحو ألف مقاتل سوري على الأقل، منذ العام الماضي، من الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في الشمال السوري إلى النيجر، بهدف “حماية مشاريع ومصالح تركية فيها بينها مناجم”.
وأوضح المرصد السوري أن المئات من المقاتلين المنتسبين لفصائل موالية لأنقرة تم نقلهم منذ شهر أغسطس الماضي، على متن طائرات عسكرية من الشمال السوري إلى مطار غازي عنتاب، ومنه إلى بوركينا فاسو، قبل نقلهم بمؤازرة عسكرية إلى معسكرات على حدود النيجر، الوجهة الجديدة لمرتزقة سوريين بعد ليبيا وأذربيجان.
وأكد المقاتلون أنهم قاموا بتسجيل أسماءهم للالتحاق بالنيجر لدى قيادة فصيل السلطان مراد، الأكثر ولاءً لتركيا في شمال سوريا، ووقّعوا عقوداً لمدة ستة أشهر لصالح شركة الأمن التركية “سادات”.
وسادات هي مؤسسة تركية للاستشارات الدفاعية، وتعد كسلاح سري لأنقرة في الحروب في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، رغم نفي مالكها وسم مؤسسته بالعمل لحساب أنقرة.
وسبق لواشنطن أن اتهمت الشركة عام 2020 بإرسال مقاتلين الى ليبيا للقتال إلى جانب “حكومة الوفاق الوطني” التي تدعمها أنقرة. كما أرسلت “سادات” سوريين ليحاربوا إلى جانب أذربيجان في نزاع تركيا مع أرمينيا في إقليم ناغورني قره باغ، فيما نفت وزارة الدفاع التركية هذه المزاعم وقالت إنها ادعاءات الخاطئة.
وبحسب المركز السوري للعدالة والمساءلة، فإن شركة سادات “مسؤولة عن النقل الجوي الدولي للمرتزقة بمجرّد عبورهم من سوريا الى الأراضي التركية، إلى كل من ليبيا وأذربيجان.
وكان المرصد السوري كشف في يناير الماضي عن وجود حالة استياء كبير ضمن ضفوف المرتزقة السوريين المتواجدين في معسكرات طرابلس في ليبيا، على خلفية توقف عمليات تبديل المجموعات منذ مدة طويلة.
وأكدت المرصد، بإن المرتزقة أو المتعاقدين رفضوا الخروج إلى ليبيا ضمن إطار عمليات تبديل، على خلفية انخفاض نسبة الرواتب من 150-200 دولار أمريكي، بعد أن توقفت المعارك في ليبيا، بينما في السابق كان كل مرتزق سوري يتقاضى راتب بنسبة يصل إلى 2500 دولار أمريكي.
وذكر أن الأمر أدى إلى توقف عمليات تبدل المجموعات بشكل كامل، وسط حالة امتعاض من قبل المرتزقة المتواجدين في ليبيا لبقائهم مدة طويلة تجاوزت أكثر من سنة، والتي من المفترض أن يتم عمليات تبديل كل 3 أشهر، مشيراً إلى أن هناك عدد من المرتزقة السوريين المتواجدين في ليبيا لم يتم تبديلهم منذ توجههم إلى ليبيا.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، رصد بتاريخ 20 سبتمبر من العام الماضي، بهروب نحو 3000 من المرتزقة السوريين الموالين لتركيا من القواعد العسكرية في ليبيا، حيث هرب قسم منهم إلى مناطق ليبية مختلفة بقصد العمل، بينما غادر قسم آخر الأراضي الليبية باتجاه دول الاتحاد الأوروبي.
ووفقا لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدد المرتزقة السوريين تجاوز الـ 7 آلاف قبل أشهر، فر منهم نحو 3000 وتحولوا إلى لاجئين في شمال أفريقيا وأوروبا.