ليبيا وعلى مدار السنين تعتبر بلد عبور تاريخي للمهاجرين غير الشرعيين من قارة أفريقيا وبعض دول قارة آسيا الفقيرة نحو الضفة الأخرى من المتوسط حيث شواطئ قارة أوروبا.
لكن بعد أحداث فبراير عام 2011 وسقوط نظام معمر القذافي أخذت عملية الهجرة غير الشرعية في ليبيا وتيرة أخرى، بسبب حالة الانفلات الأمني وسيطرة الميليشيات على غرب البلاد وأصبح هناك العديد من العصابات تتاجر بأحلام الآلاف من الأشخاص الذين يفرون من بلدانهم نحو أوروبا.
وفي تقرير المنظمة الدولية للهجرة لعام 2024، قالت إن شبكة تهريب البشر في ليبيا هي الأكثر دموية على مستوى العالم، مشيرة إلى أن أكثر من 20 ألف مهاجراً غير شرعي فقدوا حياتهم على طول طريق البحر المتوسط بين 2014 و2022.
وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن شبكات التهريب والاتجار بالبشر تطورت على مر السنوات الماضية في ليبيا، ووثقت المنظمة انتهاكات عدة لحقوق الإنسان منها الضرب والتعذيب والعمل القسري، إضافة إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي.
ويرى مراقبون أن سيطرة الميليشيات على غرب ليبيا دون رادع جعلهم يستخدمون الهجرة غير الشرعية كنشاط يدر أموالاً طائلة.
كما أن هناك عصابات في ليبيا تتاجر بالمهاجرين، حيث تستلم الشباب وبدلاً من تسفيرهم تحتجزهم كرهائن وتتصل بأسرهم لدفع فدية حتى يعودوا لبلادهم من جديد.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة من السلطات في ليبيا ودول جوارها وفي أوروبا لاعتراض المهاجرين غير الشرعيين وإعادتهم إلى بلادهم، إلى أن عملية الهجرة لا تتوقف.
وأرجع المراقبون سبب فشل ليبيا في محاربة أزمة الهجرة غير الشرعية إلى الانقسام وغياب الأمن، حيث عجزت الدولة خلال السنوات الماضية عن تأمين حدودها، في حين لم تنجح في إيقاف تدفقات الهجرة الأمر الذي دفعها إلى التخلص من المهاجرين عبر طردهم وترحيلهم لبلدانهم.
وأشاروا إلى أن ليبيا عندما تكون دولة موحدة وذات سيادة ستكون لديها قوات حرس حدود ومهام وقوات الجيش والأجهزة الأمنية تعمل عندها وسيكون هناك عمل كامل متكامل بشأن مراقبة الحدود عبر الأقمار الصناعية والطيران المسير والطيران العسكري الذي يسهم في الحد من تدفق الهجرة غير الشرعية إلى ليبيا.
وأكد المراقبون أن تداعيات ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا لم تعد مقصورة على تعريض حياة المهاجرين المتسللين للخطر، بل أصبحت الظاهرة خطراً حقيقياً يهدد الأمن القومي الليبي والسلام الاجتماعي بعد زيادة أعداد المهاجرين غير الشرعيين داخل ليبيا.