بعد فشل الأمم المتحدة.. هل تنجح جامعة الدول العربية في حل الأزمة الليبية؟

0
372

فشلت منظمة الأمم المتحدة على مدار الـ13 عاماً الماضية في حل الأزمة الليبية، رغم تعدد المبعوثين الأمميين لها والذي كان آخرهم الدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي، الذي استقال من منصبه مؤخراً.

وعقب استقالة باتيلي، تعالت الأصوات لاتخاذ مسار ليبي وطني خالص بعيداً عن التدخل الدولي الذي غالباً ما يفرض مبادرات وحلول غير مقبولة من كل الأطراف.

وكانت جامعة الدول العربية نجحت في مارس الماضي في استضافة اجتماع يهدف إلى تقريب وجهات النظر وتيسير الحوار الليبي – الليبي، ضم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة الاستشاري محمد تكالة.

وأكدت الجامعة العربية، في بيان لها عقب الاجتماع أنها تسعى لإخراج ليبيا من أزمتها التي طال أمدها وتزايدت أعباؤها وتبعاتها على الليبيين الذين يتطلعون إلى ساستهم للخروج من هذا الوضع الخانق عبر تحييد المصالح الضيقة ووضع المصلحة العليا للبلاد فوق أية اعتبارات.

وخلص الاجتماع لعدد من الاتفاقات والتفاهمات لصالح العملية السياسية في ليبيا في مقدمتها التأكيد على سيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها ورفض أي تدخلات خارجية سلبية في العملية السياسية الليبية، كما اتفقت الأطراف الليبية المشاركة على مرجعية الاتفاق السياسي وملاحقه تُشكل لجنة فنية خلال فترة زمنية محددة للنظر في التعديلات المناسبة لتوسيع قاعدة التوافق والقبول بالعمل المنجز من لجنة (6+6) وحسم الأمور العالقة حيال النقاط الخلافية حسب التشريعات النافذة.

واتفقت الأطراف الليبية المشاركة في الاجتماع على جوب تشكيل حكومة موحدة مهمتها الإشراف على العملية الانتخابية وتقديم الخدمات الضرورية للمواطن، وتوحيد المناصب السيادية بما يضمن تفعيل دورها المناط بها على مستوى الدولة الليبية، ودعوة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمجتمع الدولي لدعم هذا التوافق في سبيل انجاحه، بجانب الاتفاق على عقد جولة ثانية بشكل عاجل لإتمام هذا الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ.

وتستعد جامعة الدول العربية لاستضافة اجتماع ثلاثي ليبي جديد خلال الأيام القليلة المقبلة لاستكمال المشاورات الثلاثية التي جرت منذ أسابيع في العاصمة المصرية القاهرة.

وسيضم الاجتماع نفس أطراف الاجتماع الماضي، وسيتناول سبل التوافق على خريطة طريق يتم التوقيع عليها بين الأطراف الثلاثة، لاسيما في ظل الفراغ الحالي ببعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بعد تقدم عبد الله باتيلي باستقالته من منصبه.

وأكد مصدر دبلوماسي من جامعة الدول العربية أنها تسعى للتصدي للتدخلات الخارجية في الشأن الليبي من خلال تشجع الليبيين على وضع رؤية وطنية متوافق عليها تدفع نحو إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في أقرب وقت ممكن.

كما تخطط الجامعة العربية لانتزاع زمام المبادرة خلال الفترة المقبلة بعد تهميش دورها لسنوات عدة، وذلك بالدفع نحو استضافة اجتماعات للأطراف الليبية الفاعلة برعاية الجامعة، وذلك لمنع التدخلات الخارجية والإملاءات التي تسعى دول كبرى لفرضها على طاولة في ليبيا، ما يهدد بعودة الاستقطاب السياسي والعسكري، وانهيار وقف إطلاق النار.

ويرى مراقبون أن مبادرة جامعة الدول العربية لتقريب وجهات النظر بين القادة الليبيين مؤهلة للنجاح، نظراً لأنها لا تفرض أي آراء أو حلول إلى جانب احترامها لسيادة ووحدة الدولة الليبية.

كما أن الروح الإيجابية بين القادة الليبيين الثلاثة خلال الاجتماع وانفتاحهم على بعضهم البعض يدعو إلى التفاؤل إلى جانب ترحيب الدول العربية بالاجتماع والتي وصفته بالخطوة الهامة على مسار تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الليبي.