استقالة باتيلي.. فصل جديد من فشل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا

0
180
المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي

انتهى فصل جديد من فصول البعثة الأممية في ليبيا التي بدأت في 2011، اليوم الأربعاء، بقبول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، استقالة عبدالله باتيلي.

وعلى مدار سنوات، لم تنجح البعثة الأممية في ليبيا في تحقيق أي نجاحات من شأنها إنهاء الأزمة في ليبيا، بل ساهم مبعوثيها في تعزيز الأزمة والانقسام. 

وعلى مدار سنوات تعددت مبادرات البعثة، التي لم تسهم في صنع الحل النهائي لإنهاء حالة الانقسام الحالية والوصول إلى الانتخابات، وحكومة موحدة، وهي آمال فشل باتيلي في تحقيقها، بل انقلب على مخرجات لجنة (6+6) والقوانين الانتخابية التي اعتمدها مجلس النواب الليبي. 

ففي أكتوبر 2023، أشاد باتيلي بالتقدم الذي تحرزه لجنة 6+6 قائلاً: “فرصة لكسر الجنود السياسي”، وأن اللجنة عالجت العديد من المخاوف التي حددتها المفوضية العليا للانتخابات والبعثة الأممية، وسرعان ما انتقد القوانين الانتخابية الصادرة من 6+6 بل عارضها وأثبت انحيازا لحكومة الوحدة الوطنية رغم موافقة مجلس النواب والدولة.

ولم يفرق المبعوث الأممي عبد الله باتيلي عن سابقيه الثمانية، فجميعهم لم يملكوا قراراً، بل صنعوا الأزمة، وأطالوا أمد هذه الأزمة منذ فبراير 2011. 

وفشل باتيلي في توحيد المؤسسات الليبية، والتوصل إلى حكومة موحدة من شأنها إتمام الانتخابات وتنفيذ ما جاء في لجنة (6+6)، بل جعل من نفسه رهينة لحكومة الوحدة التي انتهت ولايتها بالأساس. 

ومنذ أكثر من 13 عاماً لم تستطع الأمم المتحدة إدارة الملف الليبي وهذا الأمر ينعكس بطبيعة الحال على الدول التي تتكون منها هذه البعثة، بالإضافة إلى بعض الإخفاقات السابقة نتيجة بعض الإغراءات التي وجهت لبعض المبعوثين، وبالتالي غياب المصداقية بين الأطراف الليبية والبعثة الأممية. 

وفي 2023، تحدث تقرير لمعهد الولايات المتحدة للسلام ورقة تحليلية عن تفاصيل وأسباب قصور عمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، معتبراً أنها أخققت في إيجاد توازن بين النخب السياسية ومصالح الشعب والجهات الخارجية القوية، مع تنازع مصالح هذه الأطراف وعدم تلاقيها مع مصالح الليبيين أنفسهم.

وحققت بعثة الأمم المتحدة عدة إنجازات منذ إنشائها العام 2011، لكنها لم تحقق نجاحات تذكر، بما في ذلك توقيع الاتفاق السياسي الليبي (الصخيرات) 2015، ومنتدى الحوار السياسي الليبي 2020؛ ولم تحقق أي نتائج للانتخابات بعد. 

وتحدث المعهد الأمريكي عن نفور أطراف ليبية من أسلوب إدارة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، وتعامله مع الأزمة، إذ يرون أنه أدى إلى نفور بعض الشخصيات المركزية، مما زاد من دعوات البعض لحل الكيان الأممي. 

ورغم أنه تم إنشاء الأمم المتحدة للبعثة، من أجل تحقيق الاستقرار في ليبيا وبدء حوار سياسي لتعزيز المصالحة وتمهيد الطريق لإجراء انتخابات ووضع دستور جديد وحماية حقوق الإنسان ومساعدة الاقتصاد الليبي على التعافي والتنسيق مع المجتمع الدولي، لكنها فشلت في جميعها. 

ولم تتمكن البعثة من تحقيق أي نجاحات في جميع محاور ولايتها، وعلى الأخص القدرة على استعادة الأمن والنظام العام.

وفي ظل فشل جميع محاولات التوصل إلى حل سياسي وتنظيم انتخابات تخرج البلاد من مراحلها الانتقالية المتتالية، 

جاء إعلان غوتيريش، في مارس الماضي، عن تعيين الدبلوماسية الأمريكية ستيفاني خوري نائبة للممثل الخاص للشؤون السياسية في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، كخطوة جديدة لتعزيز السيطرة الأمريكية على البعثة، كي تمسك بيدها أوراق اللعبة في ليبيا. 

وجاء تعيين خوري خلفا للدبلوماسي السابق ريزيدون زينينغا من زيمبابوي، الذي شغل منصب نائب الشؤون السياسية بالبعثة منذ 16 ديسمبر 2022، وكان من المنتظر أن يواصل العمل في موقعه، لكن ضغوطا أمريكية قوية دفعت إلى الإطاحة به، خصوصا وأن منصب نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أصبح منذ استحداثه بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2542 لسنة 2020 موقعا إستراتيجيا بالنسبة إلى واشنطن، وذلك بهدف مراقبة الملف الليبي عن قرب.