فوضى أمنية بمعبر رأس جدير بين ليبيا وتونس تضع دبيبة في موقف محرج

0
430

تطورات متلاحقة يشهدها معبر رأس اجدير الحدودي مع استمرار إغلاقه من الجانب الليبي، بعد الأحداث والاشتباكات التي شهدها قبل أسبوع، أسفرت عن حالة من التوتر والتصعيد.

وكشف معبر رأس اجدير الحدودي عن مدى الضعف الذي تعيشه مؤسسات غرب ليبيا، في ظل سيطرة ميليشيات وفرق عسكرية على المعبر، في إطار ما أسمته حكومة الوحدة الليبية “الغرفة الأمنية المشتركة” بالهسة.

واعتبر مراقبون إعلان رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد دبيبة عن تشكيل قوة متكونة من ميليشيات للسيطرة على المعبر، هو تعبير حقيقي عن فقدان الدولة للمؤسسات العسكرية في الدولة، كون الاتفاق يقضي على مشاركة المجلس العسكري زوارة ورئاسة الأركان بالمنطقة الغربية بإيذان من صلاح النمروش، ووزارة الداخلية.

والجمعة الماضية، دخل المجلس الرئاسي على خط الأزمة في المعبر حيث تفقد النائبان بالمجلس موسى الكوني وعبدالله اللافي عمليات بسط الأمن ودعم الأجهزة الأمنية بالمعبر، وبرفقتهما رئيس الأركان العامة، محمد الحداد وعدد من القيادات العسكرية، وكان في استقبالهم رئيس الغرفة، الصادق فرحات ووكيل وزارة المواصلات، وسام الإدريسي، والضباط وضباط الصف المكلفين ببسط الأمن في المنفذ.

وقال بيان، إنه تم عقد اجتماعاً مع آمر الغرفة، والضباط المكلفين بالوحدات العسكرية في المنفذ، الذين استعرضوا، الخطوات المتخذة لتأمين المنفذ، تمهيداً لاستئناف العمل به خلال الأيام القادمة، حيث أشادوا بالانضباطية والحرص اللذان التمساه في مجموعة عمليات بسط الأمن، ودعم الأجهزة الأمنية المكلفة بتأمين المنفذ، مؤكدين دعمهم للجهود المبذولة، لتمكين الجهات المختصة، من أداء المهام الموكلة لها.

ومؤخراً، هددت عناصر ليبية مسلحة موالية لـ”جهاز الدعم والاستقرار” التابع للمجلس الرئاسي الليبي، باجتياح مدن تونسية، في إحداث حالة من القلق والمخاوف بين التونسيين خوفا من الإقدام على هذه الخطوة.

وصوّر الفيديو الذي تم نشره وتداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات السيارات العسكرية بالقرب من معبر راس جدير، مدججة بالأسلحة وعليها شعار “جهاز الدعم والاستقرار”، وعلى متنها مسلحون بأزياء عسكرية رسمية، توّعد أحدهم بالدخول إلى الأراضي التونسية وباجتياح مدينتي قابس وبن قردان الواقعتين جنوب البلاد.

وأمس، أكد جهاز دعم الاستقرار، التابع لحكومة الوحدة الوطنية، اتخاذ الإجراءات القانونية ضد شخص ادعى تبعيته للجهاز، ظهر في مقطع مصور، يتفوه بعبارات تحاول المساس بالعلاقات الليبية التونسية.

وقال الجهاز، في بيان عبر صفحته على فيسبوك، إنه تابع ببالغ الأسف المقطع المرئي الذي جرى تداوله عبر بعض وسائل الأعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والذي ظهر من خلاله أحد الذين يدعون تبعيتهم لجهاز دعم الاستقرار وهو يتفوه بعبارات مستهجنة تحاول المساس بالعلاقات التاريخية التي تربط ليبيا وتونس.

وأضاف أن مثل تلك الممارسات، التي تتنافى مع قيم الدين الحنيف ومنظومة أخلاقنا الحميدة، لا تمثل إلا مرتكبيها، مؤكداً صون علاقات الجوار الأخوية القوية، الضاربة في عمق التاريخ بين البلدين، مشدداً على اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المعنيين وفق التشريعات الوطنية، وما تنص عليه أحكام القوانين النافذة.

وعدّ رئيس مجلس أعيان زوارة، غالي الطويني، أن طبول الحرب لا تزال تدق مع وجود قوات تابعة لعماد الطرابلسي، وزير الداخلية بحكومة الوحدة في العسة، تمهيداً لدخول معبر رأس أجدير بالقوة.

وعلى الجانب الآخر، نظم عدد من التجار في مدينة بن قردان الحدودية احتجاجات، مساء السبت، للمطالبة بفتح المعبر الحدودي في رأس جدير، حيث أشعلوا الإطارات في وسط المدينة، قبل أن يتدخل الأمن لتفريقهم .

وقال رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير، إن أغلب المحتجين هم إما تجار يعملون في التجارة البينية أو أجراء في محلات تورّد السلع إلى ليبيا، مشيراً إلى أن تواصل غلق المعبر أحالهم على البطالة القسرية ويهدد مصدر قوتهم.

ورجّح عبد الكبير أن يعاد فتح معبر رأس جدير أمام حركة الأفراد والسلع في الأيام القادمة، بعد قيام الجانب الليبي بالترتيبات اللازمة.