يعاني المواطنين الليبيين من أزمات لا تنتهي وصعوبة في المعيشة، ويتنقلوا من طابور إلى طابور للحصول على أبسط مقومات الحياة، من سيولة نقدية أو وقود وغيرها من الخدمات.
أخر تلك الأزمات نقص أسطوانات غاز الطهي، والتي تفاقمت مع حلول شهر رمضان الذي يزداد فيه الطلب عليها مع إقبال الليبيين على الطبخ وعمل الموائد ويتضاعف فيه استعمال الغاز المنزلي.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو لطوابير طويلة في العديد من المدن أمام مستودعات توزيع الغاز من أجل الحصول على أسطوانة غاز الطهي.
وتحول الحصول على أسطوانة للغاز إلى شاغل يومي لليبيين خاصة في مدن الجنوب وكذلك مدن الشرق الليبي التي تعاني من تهميش حكومة الوحدة المتمركزة بغرب البلاد.
ويرى مراقبون أن التفكك وحالة الانقسام التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من 10 سنوات، إلى جانب الفساد الذي ينخر المؤسسات وتنامي نشاط التهريب، أسباب رئيسية في أزمة نقص اسطوانات غاز الطهي.
وعملت الحكومة الليبية المكلفة خلال الفترة الأخيرة على حل مشكلة نقص اسطوانات غاز الطهي، وافتتح رئيس الحكومة أسامة حماد، في الـ9 من مارس الجاري، مركز التعبئة الفورية لأسطوانات غاز الطهي في أجدابيا لحل أزمة نقص الأسطوانات في المدينة.
كما عقد وكيل وزارة الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة فرج اقعيم، بصفته مكلفاً بملف الوقود والغاز، الثلاثاء الماضي، اجتماع مع ممثلين عن شركة البريقة والشركات الموزعة للنفط، بمشاركة مندوبٍ عن اللواء طارق بن زياد ورئاسة جهاز الأمن الداخلي، وعددٍ من الضباط المكلفين بهذا الملف.
وأصدر وكيل وزارة الداخلية تعليماته بإيقاف عددٍ من الشركات الناقلة للوقود، التي وردت بشأنها ملاحظاتٌ من إدارة مُستودع رأس المنقار بشركة البريقة.
واِتفق الحاضرون عقب تبادل الآراء ووجهات النظر على اِستحداث محطّات وقود جديدة ونقاط توزيعٍ للغاز في بعض المُدن والمناطق، بما يتناسب مع كثافتها السكّانية، نظرًا للنقص الشديد في كمية العرض.
كما خلصت المباحثات إلى تشكيل لجنة من القُوات المسلحة ووزارة الداخلية والأمن الداخلي ولجنة فنية من شركة البريقة؛ للتفتيش على المحطات وحصر ومقارنة الكميات المصروفة لها والتي تم توزيعها منها، وفقًا للعدادات السرية بها.