“عرب ويكلي”: تركيا تتحدى فرنسا وتستهدف الجنوب الليبي

0
150

قالت صحيفة “عرب ويكلي” إن طموحات تركيا في ليبيا، المدعومة من الولايات المتحدة، لن تتوقف عند السيطرة على مدينة سرت الساحلية في وسط ليبيا، التي تقع بجانب منطقة الهلال النفطي، لكنها تخطط أيضاً لوضع يدها على منطقة فزان في الجنوب.

وتابعت الصحيفة خلال تقرير نشرته اليوم، أن المشكلة الوحيدة هي أن منطقة جنوب ليبيا تعتبر المنطقة التقليدية للنفوذ والمصالح الفرنسية في ليبيا، مما يجعل المرء يتساءل عما إذا كانت باريس ستتحرك للدفاع عن مصالحها عسكرياً، أم ستتوقف ببساطة وتكتفي بإصدار بيانات إدانة غاضبة.

وذكرت الصحيفة أن في الفترة الأخيرة كثف العسكريين الأتراك نشطاهم في ليبيا، استعداداً للقيام بخطوة عسكرية واسعة النطاق وصفت بأنها “عملية تطويق” كبيرة ستجلب زخماً إضافياً للدور التركي في ليبيا، بأبعاد تكتيكية واستراتيجية لن تؤثر فقط على توازن القوى بين ميليشيات حكومة السراج والجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، ولكنها تمس أيضاً مصالح فرنسا وروسيا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية ليبية، أن هذه الاستعدادات وصلت الآن إلى مرحلة متقدمة، وهي تقع في إطار “عمل عسكري نوعي”، مدفوع برغبة عدوانية، في نقل الوضع العام في ليبيا إلى مرحلة حاسمة تمكن أنقرة من ممارسة الضغط على باريس وتقليل مساحة المناورة لموسكو.

وتوقعت المصادر أن تدور اجتماعات الوفد الوزاري التركي مع حكومة السراج، حول تحديد ساعة الصفر لبدء هذه العملية العسكرية التي ستتجاوز بالتأكيد ما تم الإعلان عنه حتى الآن، وستكون أولى خطواتها السيطرة على مدينة سرت، ثم الانتقال للتوسع في منطقة الهلال النفطي، مما يعني أن تركيا سوف تتعدى بالتأكيد على منطقة نفوذ فرنسا في ليبيا، وتحرجها وتربك خططها.

وأكدت المصادر، أن الخطة التركية تتعدى على العديد من الحسابات السياسية، وقد تشمل حتى إحباط جهود موسكو لإيجاد تفاهمات في هذا المجال، بالإضافة إلى تهرب تركيا من التزاماتها تجاه الجهات الإقليمية والدولية الأخرى، وخاصة إيطاليا، في إطار المسار المحدد للقضية الليبية.

وفي هذا السياق، أعلنت روما عن إلغاء زيارة وزير خارجيتها لويجي دي مايو، لأنقرة التي كان من المقرر أن تتم يوم أمس الأربعاء.

وقالت المصادر العسكرية الليبية، إن الأتراك يريدون السيطرة على قاعدة “تمنهنت” الجوية في جنوب غرب ليبيا من أجل جعلها مركزًا حاسمًا لمزيد من التحركات العدوانية، حيث أن السيطرة على هذه القاعدة سيمهد الطريق للسيطرة على حقول النفط الرئيسية في ليبيا، وخاصة حقل “شرارة” وحقل “الفيل” الذي تمتلك فيه شركة “جازبروم” الروسية العملاقة للطاقة فيه حصة الثلث.

وتقع قاعدة “تمنهنت” على بعد 30 كم شمال شرق مدينة سبها الجنوبية وحوالي 750 كم جنوب العاصمة طرابلس، وتعتبر واحدة من أهم القواعد الجوية العسكرية في جنوب ليبيا، وتغطي مساحة 35 كيلومتر مربع، ويطل موقعها الاستراتيجي على الطريق الذي يربط سبها ومنطقة الجفرة في وسط ليبيا ويربط بين مدن الجنوب الليبي وشمال البلاد.

في عام 2017 ، سيطر قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، على قاعدة “تمنهنت” وتتضمن القاعدة مدرجًا تنفيذيًا وورش عمل لصيانة الطائرات، مما يجعلها لا تقل أهمية عن قاعدة “الوطية” التي استولت عليها ميليشيات حكومة السراج المدعومة من تركيا في مارس الماضي.

وبحسب مصادر “عرب ويكلي”، اتسمت الأيام الثلاثة الماضية بتحركات برية مشبوهة تتعلق بهذه الخطة، بما في ذلك دخول أكثر من ثلاثين مركبة عسكرية إلى جنوب ليبيا، عبر الطريق الصحراوي الذي يربط الزنتان بجبال نفوسة ومنطقة براك الشاطئ، تحمل مرتزقة سوريين وعناصر إرهابية موالية لتركيا كتعزيز لميليشيات حكومة السراج.

وقد رافقت هذه التحركات، تحركات جماعية للجيش الوطني باتجاه سرت في محاولة للسيطرة على المدينة وقاعدة القرضابية الجوية.

ورد الجيش الوطني الليبي يوم أمس الأربعاء، بإعلان المنطقة بأكملها الممتدة من وادي جريف إلى الوشكة كمنطقة عمليات عسكرية، بحسب رئيس غرفة العمليات الرئيسية بالجيش الليبي الجنرال صقر الجاروشي.

وبحسب الخبير العسكري الليبي، المقدم جبريل محمد، فإن “الغرض الحقيقي من دفع المزيد من المرتزقة السوريين في الجنوب الغربي هو السيطرة على قاعدة “تمنهنت” الجوية لقطعها عن القوات المسلحة الموجودة في جفرا وسرت وبراك الشاطئ.

ورأى الخبير العسكري، أن الجيش التركي “يدرك أن السيطرة على مصادر النفط أمر مستحيل ما لم تتحكم في بواباتها الثلاثة” ، مشيراً في هذا السياق إلى أن قاعدة “تمنهنت” تشكل البوابة الجنوبية لحقول النفط ومحطاته.

ويبدو أن هذا التحول في خطة التوسع التركية في ليبيا، هو الذي أغضب فرنسا، التي تعتبر جنوب ليبيا جزءاً من مصالحها التي تمتد إلى بقية دول الساحل والصحراء، مما دفعها إلى تكثيف انتقاداتها لتركيا الإقليمية طموحات.

وتشكل الطموحات التركية المدعومة من أمريكا أيضاً تهديداً لحلف الناتو، حيث تتعارض هذه الطموحات مع مصالح الدول الأعضاء الأخرى، وخاصة فرنسا واليونان.

وطالب مسؤول في وزارة الدفاع الفرنسية يوم أمس الأربعاء، حلف “الناتو” بعدم دفن رأسه في الرمال فيما يتعلق بسلوك تركيا الأخير تجاه أعضاء الحلف، واتهم البحرية التركية بمضايقة سفينة حربية فرنسية تقوم بمهمة للناتو.

وكان المسؤول الفرنسي، صرح لوكالة “رويترز” قبل اجتماع الناتو المقرر عقده هذا الأسبوع، وقال إن الوقت قد حان لكي يجري الحلف مناقشة صريحة حول تركيا وأعمالها، ليس فقط في ليبيا، ولكن هناك أيضًا قضايا أخرى مثل شرائها لنظام الدفاع الروسي S-400 وتعطيله للخطط الدفاعية للحلف في البلقان وبولندا