تحركات أممية وغربية واسعة في ليبيا.. ما هي أهدافها في هذا التوقيت؟

0
476

شهدت الـ 24 ساعة الماضية، تحركات دبلوماسية أمريكية مكثفة في ليبيا، في محاولة لإحداث انفراجة واسعة في العملية السياسية، ودعم ملف إعادة الإعمار وتعزيز إنتاج النفط.

وهدفت التحركات الأمريكية لمناقشة أهمية دعم جهود الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة باتيلي لجمع الفاعلين المؤسسيين معاً وأن يعمل القادة الليبيون من كل الأطراف معا لضمان بيئة مناسبة تمكِّن الليبيين من اختيار ممثليهم بحرية فيما تستعد ليبيا للانتخابات البلدية القادمة.


واليوم، قال المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى ليبيا وسفيرها ريتشارد نورلاند، إن بلاده تتفق مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا عبد الله باتيلي في أنه لا يمكن حل المسائل السياسية الخلافية المتبقية في ليبيا إلا عبر الحوار والتنازلات.


وجاء ذلك خلال لقائه مع باتيلي في طرابلس اليوم الأربعاء بحضور القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا، ومساعد وزير الخارجية جو هاريس، حيث أكدوا دعم الولايات المتحدة القوي لجهود باتيلي القائمة لإشراك الفاعلين المؤسسيين في حوار بغية دفع العملية السياسية، بالإضافة إلى أهمية وضع خطة موحدة لإعادة إعمار درنة والمناطق المتضررة جراء الفيضانات والسيول التي تسببت فيها العاصفة “دانيال”.


وشملت لقاءات نورلاند القائم بأعمال السفارة المصرية في طرابلس تامر مصطفى، لبحث دفع العملية السياسية في ليبيا، والسبل التي يمكن من خلالها لمصر والولايات المتحدة العمل مع جميع الأطراف الليبية لحل القضايا السياسية العالقة.


وشهد اللقاء الذي حضره القائم بأعمال سفارة أمريكا لدى ليبيا ونائب مساعد وزير الخارجية، تبادل وجهات النظر حول الوضع الليبي.


وأمس الثلاثاء، التقى نورلاند في بنغازي رئيس مجلس النواب عقيلة صالح والقائد العام للقوات المسلحة خليفة حفتر، حيث ناقش معهما سبل الدفع بالعملية السياسية نحو إجراء الانتخابات الوطنية.


وأكد عقيلة رفضه أي محاولات لفتح حوارات أو اتفاقات جديدة في ليبيا، محذراً من أن ذلك من شأنه إعادة البلاد إلى المربع الأول.


وأشار عقيلة صالح إلى أن مجلس النواب أنجز المطلوب منه من قاعدة دستورية وإصدار القوانين الانتخابية وآلية انتخاب حكومة موحدة تنظم الانتخابات.


وقالت القيادة العامة إن المشير حفتر ونورلاند بحثا أهمية الدفع بالعملية السياسية في ليبيا وصولًا لمرحلة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة، وعلى ضرورة قيام بعثة الأمم المتحدة في ليبيا ببذل المزيد من الجهود المتوازنة والفعالة لتحقيق تطلعات وآمال أبناء الشعب الليبي.


وحسب ما أوردته صفحة السفارة الأمريكية في ليبيا على موقع (إكس) شدد الوفد على دعم الولايات المتحدة للجهود المبذولة لتوحيد الجيش الليبي، والحفاظ على السيادة الليبية، وضمان أن تُنفذ جهود إعادة الإعمار في درنة وغيرها من المناطق المتضررة من الفيضانات في الوقت المناسب وبشكل شفاف، وذلك استنادًا إلى تقييمات الخبراء واحتياجات الشعب.


كما بحث المبعوث الخاص للولايات المتحدة لدى ليبيا وسفيرها ريتشارد نورلاند مع رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة استراتيجية زيادة إنتاج المؤسسة.


وقال نورلاند: “يعتمد مستقبل ليبيا الاقتصادي على قطاع الطاقة، وإن قيادة المؤسسة الوطنية للنفط أمر حيوي ويجب حماية نزاهتها التكنوقراطية”.


وهنأ السفير الأمريكي مؤسسة النفط على تطلعها نحو مستقبل أكثر اخضرارًا وكشفها عن استراتيجيتها الجديدة لإزالة الكربون في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، معرباً عن تطلع الولايات المتحدة إلى الشراكة مع مؤسسة النفط لتحقيق أهدافنا المناخية المشتركة.


وأمس استقبل رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، باتيلي، وبحثا مستجدات وتطورات الأوضاع السياسية في ليبيا، والدفع قدماً بالعملية السياسية للوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة.


وأكد الممثل الخاص للأمين العام، على ضرورة الخروج من حالة الانسداد السياسي وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية بالقضية الليبية بالشراكة مع رئيس المجلس الرئاسي، مثنياً على دور الرئيس المحوري وإصراره على ضرورة إجراء الانتخابات في أقرب الآجال، يشارك فيها كل الليبيين دون إقصاء لأي أحد.

وخلال الشهر الجاري، كثف رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، عبد الله باتيلي، اجتماعاته في طرابلس مع مختلف الأطراف المحلية، وممثلي الأطراف الدولية، استباقا لطرح مبادرته لطاولة حوار خماسية.


وقال باتيلي، قبل أيام إنه اتفق مع سفير هولندا لدى ليبيا، يوست كلارنبيك، على دعوة القادة الليبيين إلى الالتزام بالتوصل إلى تسوية لإنهاء الأزمة الراهنة، من خلال الاتفاق على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.


ولفت إلى أنه جدد خلال لقاء مع السفير الألماني، مايكل أونماخت، الدعوة للقادة الليبيين إلى الانضمام إلى عملية الحوار لإنهاء الأزمة السياسية، وإجراء الانتخابات، وإعطاء فرصة للسلام والاستقرار والازدهار في ليبيا.


كما التقى باتيلي السفير التونسي، الأسعد العجيلي، وتشاورا حول الوضع الراهن في ليبيا، واستجابة بعثة الأمم المتحدة للتحديات الحالية، ولفت إلى أنهما جددا دعوتهما للتوصل إلى تسوية سياسية لتجاوز الأزمة السياسية.


وقال إنه بعدما ناقش مع سفير فرنسا لدى ليبيا، مصطفى مهراج، الوضع السياسي والاقتصادي والأمني، حث جميع القادة الليبيين على الارتقاء إلى مستوى التحدي المتمثل في الدخول في حوار، بهدف تجنيب وطنهم الأم المخاطر الكثيرة التي تتهددُه، وجدّدا التزامهما المشترك بجميع محاور عملية السلام في ليبيا، بما في ذلك المسار الأمني.


كما شدد باتيلي خلال لقائه مع السفير المصري، تامر مصطفى، على ضرورة مشاركة جميع الشركاء الإقليميين والدوليين بشكل إيجابي في العملية الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية من شأنها أن تمهد الطريق لإجراء الانتخابات.


وقبل أسبوع، التقى رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، السفير الفرنسي، وأشاد بدور باريس الداعم له وللقضية الليبية لإنجاز الاستحقاقات المقبلة، بما يحقق تطلعات الشعب الليبي وآماله لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة، وتسوية الأزمة عبر مسارات الحل السياسي.


وأيضاً، أكد عضو المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، خلال لقاءه سفير المملكة المتحدة، مارتن لونغدن، على أهمية أن يؤدي المجتمع الدولي دوراً إيجابياً لإنهاء حالة الانسداد السياسي، تماشياً مع تطلعات الليبيين للوصول إلى الاستقرار وإجراء الاستحقاقات الانتخابية، كما ناقش مع القائم بأعمال السفارة اليابانية، ماساكي أماديرا، تطورات العملية السياسية في ليبيا، وخطوات المجلس الرئاسي في ملف المصالحة الوطنية، باعتبار اليابان عضواً في مجلس الأمن الدولي.


والأسبوع الماضي أيضاً، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، إنه بحث مع سفير بعثة الاتحاد الأوروبي، نيكولا أورلاندو، خطة باتيلي لحل الأزمة الليبية، والوصول إلى توافق جميع الأطراف السياسية بما يدعم المسار الديمقراطي في ليبيا، إضافة لبحث سبل الحد من الآثار السلبية لـ«الهجرة غير المشروعة» على المجتمع الليبي.