إخراج المرتزقة من ليبيا.. لماذا كل هذا الفشل؟

0
379
عبد الحميد دبيبة - المرتزقة السوريين
عبد الحميد دبيبة - المرتزقة السوريين

وسط حالة الجمود السياسي التي تشهدها الساحة الليبية، زادت الأمور سوءً بإعلان فشل خطة خروج المرتزقة والقوات الأجنبية، حيث تبقى مجموعات المسلحين حرة في مدن وشوارع غرب ليبيا.

ومن بين تطلعات الليبيين لعام 2024 الجديد، كان إنهاء ملف المرتزقة وإخراجهم، والتي قوبلت بصدمة مع إعلان رئيس اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) عن المنطقة الغربية أحمد أبوشحمة، فشل خطة خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.


وأرجع أبو شحمة فشل الملف إلى التعثر السياسي الذي يسيطر على الأجواء، مضيفاً أن عدم إجراء الانتخابات وتوحيد الحكومة أفشل توحيد المؤسسات بالبلاد وعلى رأسها المؤسسة العسكرية.

وتساءل أبوشحمة: “كيف يتم توحيد المؤسسة العسكرية وتأمين الحدود، في ظل عدم وجود وزير دفاع موحد ورئيس أركان لكل الجيش الليبي؟”.
وأشار إلى أنه رغم أن اللجنة العسكرية والأمم المتحدة لديهما خطة منذ عامين لخروج المرتزقة، إلا أن التعثر السياسي وعدم الاتفاق بين الأطراف السياسية هو سبب تأخير هذا الملف.

ويرى مراقبون أن عرقلة جهود الحل السياسي وإتمام الانتخابات في ليبيا، ألقت بظلالها على توحيد المؤسسة العسكرية وجهود لجنة (5+5)، حيث يبقى نجاح الملف مرهوناً بالتقدم نحو الانتخابات أو إتمامها، وبسط الأمن.

في حين يرى آخرون، أن فشل نجاح خطط إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية يرجع لكثرة التشابكات الدولية، وارتهانها بالتطورات السياسية، رغم اتفاق كافة الأطراق على ضرورة العمل على خروج القوات الأجنبية والمرتزقة وهو ما أكدته اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في اجتماعاتها بالقاهرة وليبيا.

ويأتي هذا الفشل رغم الخطوات التي اتخذتها اللجنة العسكرية المشتركة، ففي فبراير الماضي 2023 أعلنت البعثة الأممية عن اتفاق اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) على اعتماد “آلية متكاملة” للتنسيق بشأن جمع وتبادل البيانات حول المرتزقة والمقاتلين الأجانب.

واعتبرت البعثة الاتفاق بأنه يمثل تقدماً إيجابياً لتحقيق استقرار وسلام مستدامين في ليبيا ودول الجوار والمنطقة عموماً، وخطوة مهمة لخلق مناخ موات للعملية السياسية بما في ذلك تنظيم الانتخابات في 2023.

وفي أكتوبر 2022 أكدت البعثة موافقة اللجنة العسكرية على إنشاء لجنة فرعية مكلفة “برسم خرائط” تحدد أماكن الجماعات المسلحة والعمل على انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية.