شهدت الأوساط الثقافية في ليبيا، نشاطا ملحوظا، على الرغم من الانسداد السياسي الذي تشهده البلاد.
وشهد عام 2023 بعض الإنجازات التي تحققت في مجال الثقافة في ليبيا خلال عام 2023، على رأسها تسجيل العديد من المواقع الليبية على قائمة التراث العالمي لليونسكو، بما في ذلك قصر الزهر “قصر الملك”، بلدة الجديد القديمة، قصر نالوت، قصر ليبيا، وأنقاض مدينة لبدة الكبرى.
كما صادقت ليبيا على اتفاقية اليونسكو للتراث غير المادي، ونظمت وزارة الثقافة العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية، بما في ذلك المهرجان الوطني للفنون المسرحية، والمهرجان الوطني للموسيقى والغناء، والمهرجان الوطني للسينما.
على الرغم من التحديات التي تواجهها، فإن الثقافة في ليبيا تشهد عودة إلى الحياة، مع ظهور العديد من المواهب الجديدة في مختلف المجالات الثقافية.
بالإضافة إلى حراك على الساحة الأدبية، حيث استهلت مؤسسة أريتي للثقافة والفنون المطبوعات الورقية بإصدارها العدد الأول من المطبوعة الوليدة (الغرفة رقم 211)، التي تناولت إشكالية علاقة الكاتب بالمجتمع وخاصة بشأن الوضع الحالي في ليبيا، تبعها تدشين مشروع (ألبوم ليبيا) الثقافي المصور من قبل المؤسسة ذاتها.
وجمع المشروع صورا وقصصا من السير الشخصية للعديد من الأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين الليبيين في فسيفساء سردية تغطى جوانب متعددة من حياة الليبيين منذ منتصف القرن الماضي.
وفي ديسمبر الجاري، انطلقت، فعاليات الدورة الثانية لمعرض بنغازي الدولي للكتاب بمشاركة مجموعة كبيرة من دور النشر الليبية والعربية. واختارت إدراة المعرض شعار هذا العام بعنوان «بنغازي الثقافة مستقبل وطن».
وحضر الافتتاح عدد من الشخصيات الاعتبارية من وزراء وسفراء وممثلين عن القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، ولفيف من المثقفين والإعلاميين والفنانين والنشطاء والمهتمين، بمشاركة 120 دار نشر محلية وعربية من مصر والسعودية والسودان والأردن وسوريا، موزعة على 44 جناحاً.
كما شهد عام 2023 عديد الفعاليات والندوات والمؤتمرات ومنها مؤتمر الرواية الشفوية بطرابلس الذي ينظمه المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية، خلال الفترة من 2 إلى 4 أكتوبر الماضي، بالتعاون مع اللجنة الوطنية الليبية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم – اليونسكو.
وكذلك شهد إطلاق النسخة الأولى من جائزة مداح الحبيب، التي تعد بمثابة إعادة الاعتبار للقيمة الروحية للمديح النبوي وتقدير الأعمال الإبداعية التي ترتبط بالهوية الإسلامية، بالإضافة إلى إعادة افتتاح مكتبة مصطفى قدري معروف التاريخية بالمدينة القديمة.