اجتماعات تكالة ودبيبة تثير الشبهات.. تخوفات من التنسيق لتعطيل الانتخابات الليبية

0
886

بحث رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، أمس الاثنين، مع رئيس مجلس الدولة الاستشاري محمد تكالة، سبل حماية العملية السياسية وتعزيز الاستقرار عبر آليات التوافق والحوار وصولاً إلى إنجاز الانتخابات. 

الخبر قد يراه البعض عادياً في ظل سيل الأخبار التي تبثها حكومة الوحدة، لتلميع رئيس الحكومة التي فشلت في إتمام الانتخابات الليبية، مع قرب انتهاء العام الثالث من توليها مقاليد السلطة في ليبيا. 

لكن الحقيقة هناك مؤشرات تكشفها دلالة التوقيت، كون الاجتماع جاء قبل ساعات من اجتماع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، بمحمد تكالة في العاصمة المصرية القاهرة، لمناقشة القوانين الانتخابية وتشكيل حكومة جديدة.

ويقود دبيبة اتجاها مناوئاً لتحركات مجلس النواب المنادية بضرورة تشكيل حكومة موحدة من شأنها إتمام العملية الانتخابية، ما يعني إقصاء رئيس الوحدة ورجاله عن الساحة وهو ما لن يقبل به. 

 

 

كذلك تكالة، الذي يرى أن القوانين الانتخابية التي أقرها البرلمان الشهر الماضي غير ملزمة، وبالتالي تعطيل أمد الأزمة بشكل كبير. 

لجنة إعداد القوانين الانتخابية (6+6)، قالت إن نسخة قانوني انتخابات رئيس الدولة ومجلس الأمة المحالة للمفوضية نهائية ولم يقع فيها أي تغيير أو زيادة أو نقصان. 

مراقبون يرون أن الاجتماع بين دبيبة وتكالة هو محاولة لتوحيد الأوراق والجهود لعدم إقصاء حكومة الوحدة المنتهية عن المشهد، وبالتالي مزيد من عرقلة الانتخابات. 

وهو ما يتزامن مع تحركات أخرى لدبيبة، من شأنها تحسين صورته كرجل داعم للانتخابات، فأمس الإثنين، عقد اجتماعاً مع رئيس مجلس إدارة مفوضية الانتخابات الليبية عماد السايح، لبحث ملف تنفيذ الانتخابات الوطنية.

وقال المكتب الإعلامي لحكومة الوحدة إن الطرفان تطرقا خلال الاجتماع إلى جهود التنسيق المشتركة لتنفيذ الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وفق قوانين عادلة ونزيهة، وأكد دبيبة العمل على تنفيذ الانتخابات المرتقبة في أقرب الآجال، مؤكداً استعداد حكومة الوحدة الوطنية لتقديم المساعدة المطلوبة في سبيل تحقيق ذلك.

وفي كثير من المناسبات يقول دبيبة إنه يدعم بكل قوة إجراء الانتخابات الليبية في أقرب وقت ممكن، لكن بالنظر إلى ممارساته يعتبر أكثر الأشخاص المعرقلة لهذا الاستحقاق حيث كان سبباً في تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة ديسمبر 2021.

وحدد دبيبة أكثر من مرة موعداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، دون أي جدوى أو تحرك ملموس يعطي مؤشر بتنفيذها، وهو ما يؤكد أن كافة تصريحاته للاستهلاك المحلي.

ويرى المبعوث الأممي السابق لدى ليبيا غسان سلامة، قبول القوانين الانتخابية خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يعني تمهيد الطريق للوصول إلى الاقتراع المرتقب من جانب كثير من الليبيين. 

تكالة هو الآخر يعرقل إتمام الانتخابات، حيث سبق وهاجم اعتماد البرلمان لقوانين الانتخابات، وقال في تصريحات سابقة إن مجلسه كان سيقبل إصدار مجلس النواب قوانين الانتخابات لو خرجت كما تم الاتفاق عليه في بوزنيقة، مؤكداً رفضه للسماح بمزدوجي الجنسية بالترشح في الانتخابات.

وأضاف تكالة، أن إصدار مجلس النواب الانتخابات على هذه الكيفية أربك المشهد السياسي، قائلاً: نحن اليوم في حالة انسداد سياسي، نحتاج إلى الجلوس والحوار لسد الفجوات السياسية والقانونية، زاعماً أن جوهر الخلاف داخل مجلس الدولة هو وجود كتلتان إحداهما داعمة لحكومة حماد المكلفة من مجلس النواب وأخرى رافضة لها، مؤكداً عدم إمكانية إجراء الانتخابات في ظل وجود حكومتين ولابد من تشكيل حكومة موحدة قبل إجراء الانتخابات.

ورد رئيس مجلس النواب الليبي على رفض تكالة، لقوانين الانتخابات، بأنه منحاز لرئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة ويريد تعطيل الانتخابات، مؤكداً أن البرلمان لم يجر أي تعديلات على القوانين التي أحيلت إليه من لجنة 6+6، وهي الآن أصبحت عملاً دستورياً وملزمة للجميع، مشيراً إلى أن العودة لمناقشة القوانين الانتخابية يعني الرجوع لنقطة الصفر.