بعد واقعة انهيار سدي درنة التي أدت إلى تفاقم كارثة الفيضانات التي ضربت شرق ليبيا جراء إعصار دانيال، تزداد المخاوف في ليبيا من تكرار الواقعة وانهيار سدود أخرى لا سيما وأن أغلبها تعرض للإهمال خلال العقد الأخير.
ويوجد في ليبيا 16 سداً موزعة على مدن مختلفة بشرق البلاد وغربها، وتعرض معظمها للتخريب والإهمال وسرقة المضخات منذ عام 2011.
ومؤخراً أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، عن المخاوف بشأن “سد وادي جازة” الواقع بين مدينتي درنة وبنغازي، وسد “وادي القطارة” بالقرب من بنغازي، بعد ورود معلومات بأنهما يتحملان كميات هائلة من الضغط.
كما حذر مسؤولون في الهلال الأحمر الليبي من إمكانية مواجهة كارثة بأهوال مماثلة، تحديداً في بلدة برسيس شمال شرقي البلاد، في حال انهيار سد “جازة”، بعد ارتفاع نسبة المياه فيه عن معدلاتها السنوية.
ويبلغ ارتفاع سد جازة أكثر من 60 متراً ويحجز مياه الوادي الذي يمتد لأكثر من 100 كيلومتر، في حين تقع قرى كالمبني والمليطانية وبرسيس وبوجرار أسفل السد.
عميد بلدية توكرة محمود سعد، قال في تصريحات صحفية إن الأمطار التي حملتها العاصفة دانيال سجلت كميات غير مسبوقة، ما أدى لامتلاء السد بكميات غير مسبوقة من المياه، مشيراً إلى أن كميات من المياه فاضت عن السد وشكلت سيولاً طفيفة أثرت على الطرق وبعض المزارع المحيطة وامتدت تأثيراتها قرابة خمسة عشر كيلومتراً.
وذكر سعد، أن البلدية وجهت نداءات عاجلة للجهات المعنية بعد يوم من عاصفة دانيال لسرعة التدخل وتفريغ حمولة السد خوفاً من أن يتسبب في سيناريوهات كالتي حدثت في درنة بسبب تعطل المضحات الهيدروليكية والتي كانت متهالكة بالأساس بسبب عدم صيانتها.
ولفت إلى أن السد الخرساني تم إنشاءه في بداية الثمانينيات ولم يشهد أي أعمال صيانة منذ عام 2011، وهو مصب لمجموعة من الأودية التي تحيط بالمنطقة، وعلى الرغم من ذلك لم يمتلئ السد بالمياه قبل هذه المرة بسبب سعته التخزينية الكبيرة.
وأشار إلى أن هناك مخاوف من أن يسبب السد كارثة في المنطقة باعتبار أن الشتاء لم يدخل بعد، ووجود احتمالية بهطول كميات كبيرة من الأمطار بالمنطقة ما قد يهدد المناطق التي تحيط بالسد، بالإضافة إلى رصد بعض التسريبات في السد، وهو ما دعا لإطلاق نداءات عاجلة بضرورة تفريغ حمولة السد وتقييم الوضع فيه تفاديا لأي كوارث.
استجابت لجنة إعادة الإعمار والاستقرار في مدينة بنغازي لمطالب البلدية، وكلفت اللجنة فريقاً من هيئة المياه في طرابلس وبنغازي بمشاركة فرق متخصصة من المغرب وفرنسا لإجراء الحسابات الهندسية وتنفيذ عملية فتح صمامات التنفيس بالسد.
وقال رئيس لجنة إعادة الإعمار والاستقرار حاتم العريبي في تصريحات صحفية إن عمليات تفريغ السد تسير بشكل منتظم، مؤكداً عدم وجود أي أخطار يمكن أن يشكلها السد على المنطقة المحيطة، مضيفاً أن الفرق الفنية ستقوم بتقييم الوضع وإعداد تقارير حول حالة السد ليتم اتخاذ الإجراءات المناسبة فور صدور النتائج.
وكان إعصار دانيال ضرب شرق ليبيا قبل أيام، وتسبب في فيضانات وسيول عارمة تضررت بسببها العديد من المدن، إلا أن مدينة درنة كانت الأشد ضرراً.
وبحسب الاحصائيات الرسمية الأخيرة توفي أكثر من 3300 شخص جراء الفيضانات كما فقد أكثر من 10 شخص آخرين.