انهيار الليره وسحب استثمارات.. هل تؤثر الأزمة الاقتصادية في تركيا على دعم أردوغان للوفاق في ليبيا؟

0
185

قد يتهم البعض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالجنون وقلة العقل في بعض الأحيان، بسبب بعض التصرفات الرعناء التي قد تصدر منه، فيما يتعلق بتصريحات معادية ضد دول أخرى، أو من خلال اتخاذ مواقف سياسية غير محسوبة جعل منه نموذجا دوليا لعدم الإتزان.

ولكن يبدو أن كل تلك الصفات التي أطلقها البعض على الرئيس التركي صحيحة، وليست من باب الاتهام أو التلفيق لمعاداته لسياسات بعض الدول، أردوغان الذي بات اقتصاد وطنه على وشك الانهيار الكامل، مازال مستمرا في دعم حكومة الوفاق في ليبيا بإرسال المرتزقة والأسلحة والطائرات المسيرة تركية الصنع بميزانيات ضخمة.

فالاقتصاد التركي خلال الآونة الأخيرة، وبخلاف المعاناة التي كان يعانيها بسبب عقوبات أمريكية عليه، إلا أن أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد جاءت لتقضي على ما تبقى من ذلك الاقتصاد المتهالك، وانخفضت قيمة الليره التركية بنسبة 18% مقارنة بالدولار الأمريكي وهو هبوط قياسي في قيمتها.

استمر فيروس كورونا في توجيه ضربات مباغتة وقوية لاقتصاد أردوغان، فانخفضت احتياطيات النقد الأجنبي بحوالي 20 مليار دولار منذ بداية العام، وباتت تركيا هي أكبر دولة غير أوروبية ضربها الفيروس، وعلى الرغم من ذلك، لم تنصرف الحكومة التركية إلى دعم مواطنيها لمواجهة الفيروس، بل صبت كل تركيزها لزعزعة استقرار ليبيا وأمنها القومي.

سحب المستثمرون الأجانب أكثر من 8 مليار دولار من أسواق الأسهم والسندات بالعملة المحلية التركية، وانخفض احتياطي النقد الأجنبي منذ بداية العام بمقدار 20 مليار دولار ليصل إلى مستوي 86 بنهاية أبريل، وهو المستوى الأدنى منذ عام 2018، مما دفع الليره للانخفاض إلى مستوى قياسي جديد متجاوزة أسوأ مستوى قد وصلت له في أزمة العملة الخاصة بالبلاد لعام 2018.

تركيا الآن أصبحت على وشك اقتراض مبلغ كبير من صندوق النقد الدولي، من أجل انقاذ اقتصادها، لأن مطلوبات تركيا بالعملات الأجنبية خلال فترة الـ12 شهرا المقبلة فقط تبلغ 168 مليار دولار ، وهو ضعف احتياطي العملات الأجنبية للبلاد تقريبا، فهل يستمر أردوغان في دعمه لحكومة الوفاق في ليبيا بالمرتقزقة والعتاد؟