اشتباكات طرابلس تطيح بفكرة الانتخابات لمستقبل غير معلوم.. ليبيا إلى أين؟

0
253

يبدو أن دوامة الصراع في ليبيا، لن تنتهي في المستقبل القريب، فعلى الرغم من أن كل من يتابع الشأن الليبي، يرى أن الحل في الانتخابات، باعتبارها أم الحلول ونهاية الانقسام والتشتت السياسي، إلا أن الوضع الأمن يُنذر بالحجم الحقيقي للكارثة التي تمر بها البلاد، ويؤكد أن الانتخابات حلم بعيد المنال.

اشتباكات بين مسلحين بالأسلحة الثقيلة، يمكن أن تصفها بالمعارك، دارت في أحياء سكنية، بين ميليشيات تابعة لحكومة لوحدة الوطنية التي تسيطر على الغرب الليبي، بعد اعتقال أحد قادة الميليشيات، فحولت نهار الشعب الليبي وسكان العاصمة طرابلس إلى ظلام دامس، وحصدت أرواح العشرات.

ميليشيا قوة الردع، واللواء 444، مجموعتان مسلحتان استغلتا انتشار السلاح وتوافر الثقيل والمتوسط منه في مخازنهما، وتبادلا إطلاق النيران، إلا أن المرعب في هذا الأمر، أن كلتاهما تابع لحكومة الوحدة، بل وله صفة أمنية وعسكرية بعد أن أعطت لهم الحكومة صفة بضمهما إلى جهاز الشرطة.

السلبية التي تعاملت بها حكومة الوحدة الوطنية مع هذا الأمر، تؤكد أنه لا خطوات نحو الأمام في ظل وجودها، خاصة وأن تصريحات عبد الحميد دبيبة رئيس الحكومة وتعليقه على تلك الاشتباكات، كانت صادمة، بتعد أن أكد أنه لن يستخدم القوة ضد الطرفين لأنهما “أسود” ودفعوا عن بيوت الليبيين وعن العاصمة طرابلس، في مشهد هزلي لا يمكن تقبله.

وعلى الرغم من تبعية تلك الميليشيات لوزارة الداخلية وجهاز الشرطة بحكومة الوحدة، إلا أن وزير الداخلية عماد الطرابلسي، قرر عدم اللجوء للعنف لفرض الأمن وفض الاشتباكات.

الانهيار الأمني طال ربوع الغرب الليبي، فقد تزامنت تلك المعارك في العاصمة، اضطرابات أمنية وتوتر بالأوضاع بمدينة الزاوية، والتي تشهد عمليات تهريب وترهيب من جانب الطيران التركي المسير.

في الظروف العادية، فإن إجراء الانتخابات يتطلب تجهيزات أمنية خاصة، بهدف تأمين العملية الانتخابية وضمان عدم التلاعب في النتائج أو التزوير، وهو ما يحدث في كل البلاد، أما في ليبيا، فإجراء انتخابات في تلك الأجواء الملبدة بالغيوم ويغطيها الضباب هو درب من دروب الخيال.