الإخوان يسخرون الميليشيات لحماية الصديق الكبير.. هل اختطفت الجماعة بومطاري؟

0
219

تزداد الأوضاع السياسية في ليبيا تعقيدا فوق تعقيدها، فمع كل بارقة أمل تشهدها الأزمة، تحدث أمورا من قبل المُنتفعين من استمرار تدهور الأوضاع، تعيد البلاد لنقطة الصفر، وتهدد ببقاء ليبيا في مستنقع الانقسام.

وعلى مدار الساعات الماضية، اشتعلت الأجواء في ليبيا، بعدما تداولت تقارير إخبارية ليبية، اختطاف وزير المالية الأسبق بحكومة الوفاق، من قبل مجهولين، رجحت تلك التقارير أن يكون من قاموا بذلك هم جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، برئاسة عبد الحميد دبيبة.

أثارت تلك الواقعة جدلا واسعا في الأجواء الليبية، خاصة وأن عملية الاختطاف جاءت بعد أن تم تداول اسم فرج بومطاري، كأحد الأسماء المرشحة لتولي منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي، خلفا للصديق الكبير، الذي تحوم حوله الشبوهات بتمريره اعتمادات مالية دون أوراق، وعقد تحالفات مع جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا.

وبالنظر للوضع بنظرة أكثر شمولية، فإن جهاز الأمن الداخلي يتلقى أوامره من حكومة دبيبة، ومع تلاقي مصالح جماعة الإخوان في ليبيا وتلك الحكومة وحصوله على دعمهم بصورة أو بأخرى، فإن وجود الصديق الكبير على رأس أهم منصب اقتصادي في البلاد، فيه مصلحة للجماعة وللحكومة على حد سواء.

وفرت جماعة الإخوان المسلمين الحماية الكاملة للصديق الكبير لكي يبقى في منصبه، فسخرت الميليشيات التابعة لحكومة الوحدة والتي أعطت ولائها لرئيس تلك الحكومة عبد الحميد دبيبة، للدفاع عنه، وهو الأمر الذي يشير إلى تورط هذا الجهاز في اختطاف المرشح لتولي المنصب والذي هدد عرش الصديق الكبير.

وفي تصريحات صحفية سابقة، اتهم المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، تنظيم الإخوان في ليبيا بالسيطرة على المصرف المركزي في العاصمة طرابلس، بعدما قام بتعيين رجالاته في مناصب عليا وقيادية بمجلس الإدارة، لتمويل جماعاته وميليشياته وأنشطته ودعم حلفائه الإقليميين.

ولعل أبرز رجال الجماعة في المصرف، طارق المقريف الذي يعد من أهم القيادات الإخوانية التي تتحكم بمفاصل المصرف المركزي، حيث يشغل منصب عضو مجلس الإدارة، و هو أيضا عضو مجلس إدارة المؤسسة المصرفية العربية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة مبادرة “صلتك”.

والداعية المتشدّد وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حمزة أبوفارس، الذي أٌدرج على قوائم الإرهاب التي أصدرها البرلمان الليبي في يونيو 2017، على خلفية علاقته بالتنظيمات المتطرّفة، لاسيما تنظيم “سرايا الدفاع عن بنغازي”، وتحريضه على الإرهاب.

بالإضافة إلى مصطفى المانع الذي يشغل منصب المستشار القانوني لمحافظ المصرف الصديق الكبير، وهو من أبرز القيادات النافذة في التنظيم.

وكذلك القيادي أسامة الصلابي ومدن غرب ليبيا، وهو عضو باتحاد علماء المسلمين ومفتي الإخوان في ليبيا، وشقيق إسماعيل الصلابي، أحد مؤسسي تنظيم “سرايا الدفاع عن بنغازي” المتطرّف المسؤول عن الاغتيالات في مدينة بنغازي عامي 2013 و2014، والمطلوب قضائيا في ليبيا.

والقيادي بتنظيم الإخوان سليمان عبد القادر والذي يعتبر أحد العناصر الشابة التي أعادت الجماعة للحياة ما بين سنوات 2009 -2012 ، كأحد أهمّ القائمين على المصرف المركزي، من خلال واحدة من أبرز المؤسسات التابعة له وهو معهد الدراسات المصرفية في طرابلس، حيث تم تنصيبه مديرا للمعهد على الرغم من أنه لا ينحدر من القطاع المصرفي أو المالي .

بالإضافة إلى العديد من القيادات داخل الجماعة، التي تسيطر على مجريات الأمور داخل مصرف ليبيا المركزي.