5 يوليو وتحرير بنغازي.. حكاية حرب أعادت للعسكرية الليبية مجدها

0
86
الجيش الوطني الليبي
الجيش الوطني الليبي

تظل كلمات القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، في مثل هذا اليوم قبل 6 أعوام، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية الليبية. 

وقال في بيان إعلان تحرير بنغازي: “تزف إليك اليوم قواتك المسلحة بشرى تحرير مدينة بنغازي من الإرهاب، تحريرا كاملا غير منقوص، وتعلن انتصار جيشك الوطني في معركة الكرامة ضد الإرهاب، نصرا مؤزرا من عند الله عز وجل، لتدخل بنغازي ابتداء من اليوم عهدا جديدا من الأمن والسلام والتصالح والوئام والبناء والعمار والعودة إلى الديار، بعد أن كسرنا قيود القهر والذل وحواجز الخوف والرعب التي سعى الإرهاب إلى بنائها في نفوسنا، لتحل محلها مشاعر الطمأنينة والسرور والأمل والثقة بالنفس، ونرسم معا بإرادتنا الحرة طريقنا نحو المستقبل”. 

وتعد معركة تحرير بنغازي، حَدثُ جَلل هز أرجاء ليبيا، سجله التاريخ، معلناً نهاية قوى الشر في بنغازي الأبية، وبداية مرحلة جديدة في الحرب ضد الإرهاب واستعادة الوطن

معركة الكرامة التي أطلقها الجيش الوطني الليبي في مايو 2014، كانت البداية، فمنذ ذلك اليوم، لم يتراجع عن استهداف معاقل التطرف والإرهاب

وفي صباح الجمعة 16 مايو 2014، انطلقت أول “دانة” مع تحليق مُقاتلات سلاح الجو الليبي، لتوجه ضرباتها لمقار الميليشيات في معسكر “كتيبة 17 فبراير” وكتيبة “درع ليبيا 1” وتنظيم أنصار الشريعة، وامتد زحف الجيش ليصل إلى جنوب غرب بنغازي، وبالتحديد حتى البوابة الجنوبية الغربية للمدينة التي كانت تحت سيطرة التنظيم.

وفي مايو 2016، سيطرت قوات الجيش على نحو 90 % من المدينة، بما في ذلك ضاحية أنصار الشريعة الرئيسية في حي الليثي، وجامعة بنغازي ومصنع الأسمنت، لتدخل المعركة مرحلة جديدة بتشكل تحالف “سرايا الدفاع عن بنغازي” في يونيو 2016 لدعم مقاتلي مجلس الشورى.

ولم يكن الجيش يحارب إرهابي الداخل فقط، بل كانت هناك قوى إقليمية داعمة للحركات الإرهابية والمتطرفة في ليبيا آنذاك، فقد مولت دولاً تلك الجماعات ودعمتها بالسلاح والعتاد، وأعلنت معادتها رسمياً لمعركة الكرامة، بهدف تشكيل قوة متطرفة للتصدي للجيش الوطني الليبي، وهجماته لتحرير بنغازي من المتطرفين، إلا أنها فشلت في ذلك.

كشفت عمليات التطهير التي أجراها الجيش الوطني الليبي بعد تحرير المدينة، عن الدعم الخارجي لتلك الجماعات، حيث تم العثور على صناديق للأسلحة والذخائر ووثائق مكتوبة، وأجهزة اتصال قطرية وأخرى تابعة لقيادات إرهابية تابعة للجماعة المقاتلة. 

وأعاد الجيش الوطني الليبي الاستقرار والأمن في بنغازي والمدن المحيطة بها بعد فك قيودها ودحر الإرهاب، وجعلها مقبرة لهؤلاء المتطرفين، وعادت الحياة بها من جديد، وافتتح رجال الأعمال شركات وأسواق تجارية ساهمت في إحياء المدينة وإنعاش اقتصادها وتوفير فرص عمل لمئات الشباب، وأصبحت منطقة جاذبة للاستثمار.