طائرات مسيرة تخطف أرواح الليبيين.. من أين حصلت حكومة الوحدة عليها؟

0
168

تكثف حكومة الوحدة الوطنية من ضربات الطيران المسير في غرب ليبيا، على بؤر الجريمة والتهريب – وفق قولها- وتحديداً في في مناطق الساحل الغربي (الزاوية وزوارة والعجيلات)، الأمر الذي أسفر عن خسائر مادية.

وفي وقت تنفي فيه السفارة التركية في ليبيا مشاركة بلادها في الضربات الجوية يظل السؤال مطروحاً: كيف حصلت حكومة الوحدة على هذه الطائرات؟ وهل هي طائرات تركية أم إيطالية الصنع؟

يؤكد أهالي الزاوية تبعية الطائرات المسيرة إلى تركيا، وهو الأمر الذي تؤكده مؤشرات عدة، فحكومة الوحدة أبرمت على مدار السنوات الماضية صفقات “مشبوهة”، بموجب اتفاقيات أمنية وقعتها مع أنقرة.

وفي 26 أكتوبر 2022، وقعت تركيا وحكومة الوحدة الوطنية، اتفاقيتين لتعزيز التعاون الأمني والعسكري في إطار تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس حكومة الوفاق الوطني السابقة فائز السراج في إسطنبول في 27 نوفمبر 2019 في مجالي التعاون العسكري والأمني.

وتنص الاتفاقية الأولى التي وقعها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع دبيبة، بصفته وزير الدفاع، على رفع كفاءة قدرات الطيران الحربي في ليبيا بالاستعانة بالخبرات التركية، فيما تتضمن الثانية بروتوكولات تنفيذية لمذكرة التفاهم في مجال التعاون الأمني والعسكري الموقعة في 2019.

وقال أكار خلال اللقاء إن هدف تركيا يتمثل في الإسهام في تشكيل ليبيا التي تعيش بسلام واستقرار، وتضمن وحدة ترابها ووحدتها السياسية، مضيفاً أن بلاده مصممة على مواصلة أنشطة التدريب والمساعدة والاستشارات العسكرية لدعم الليبيين، معتبرا أن تركيا ليست قوة أجنبية في ليبيا.

ووفق حكومة الوحدة، فإن بروتوكول تنظيم التعاون العسكري بين وزارتي الدفاع للبلدين يستهدف تنظيم التعاون لمواد مذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري المبرمة في عام 2019، ونص على تشكيل لجنة الدفاع العليا للتعاون الليبي – التركي، ولجنة التعاون العسكرية وكيفية عملها ومهامها وتكوين وحداتها، بالإضافة إلى تحديد مجالات التعاون بين البلدين، وكذا تبادل التدريب والاستشارات والخبرات والمعلومات من أجل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وأمن الحدود ودعم القطاعات العسكرية بالمعدات والأجهزة المتطورة، والدعم في مجال الخدمات الطبية العسكرية ورسم الخرائط.


وكشف حمودة عن التوقيع على بروتوكول يُعنى بتدريبات الطيران الحديثة، وتحديد المبادئ والمسؤوليات المتعلقة بتدريبات الطيران، وأيضاً الضوابط والشروط والالتزامات الواقعة على الطرفين، والمتعلقة بمترشحي ومنتسبي هذه التدريبات، واشتمل أيضا على ملحق لبرامج تدريبات الطيران، مثل التدريب على الطائرات النفاثة والنقل والمروحيات.

وفي 25 أكتوبر 2022، شارك رئيس الوزراء وزير الدفاع عبد الحميد دبيبة، في افتتاح معرض الدفاع الجوي التركي 2022، رفقة رئيس الأركان العامة الفريق “محمد الحداد”، ورئيس أركان القوات الجوية، ورئيس جهاز الطيران الإلكتروني، وفريق من الضباط الليبيين، وعدد من وزراء دفاع عدد من الدول الإقليمية والصديقة.

والجمعة، نفذّت طائرات مسيرة غارات جوية جديدة، استهدفت عدة مواقع في مدينتي الزاوية وزوارة الليبيتين التي تنشط فيهما عمليات التهريب، ضمن العملية العسكرية التي أطلقتها حكومة الوحدة الوطنية لملاحقة مهربي الوقود والبشر والقضاء على أوكار الجريمة والمخدرات.

وقالت وسائل إعلام محلية إن القصف استهدف بالتحديد مواقع تستعملها إحدى المليشيات المسلّحة في تخزين الوقود في مدينة زوارة الواقعة على الساحل الغربي قرب الحدود مع تونس، كما ضرب الطيران المسيّر مواقع جديدة في مدينة الزاوية.

وتستمر العملية الأمنية التي أطلقتها حكومة طرابلس رغم الانتقادات التي تلاحقها والرفض الداخلي والقلق الدولي، حيث تتهم أطراف سياسية رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة بتوظيف الطيران المسيّر لغايات سياسية ولتصفية خصومه المعارضين له، لكن الأخير يقول إن هذه العملية “تستهدف أوكار المجرمين من مهربي الوقود وتجار المخدرات وعصابات تهريب البشر والمطلوبين للنائب العام في مختلف أنواع الجرائم وهي استجابة لنداءات الأهالي”.