انتشار الأغذية الفاسدة.. من ينقذ حياة الليبيين؟

0
491

تعد مشكلة انتشار الأغذية الفاسدة في ليبيا، أحد أبرز المشكلات على الساحة الليبية، والتي تكشف عن مدى غياب الرقابة والسيطرة على الأسواق.

ووتزايد مشكلة انتشار الأغذية الفاسدة بسبب ضعف التدابير الصحية والرقابة الغذائية، وانعدام توعية المستهلكين بشأن سلامة الغذاء، وتأثير النزاعات المسلحة على البنية التحتية والتجارة، وذلك لسيطرة الميليشيات على الأسواق.

وتسببت حال التسيب وضعف رقابة السلطات الليبية والجهات المختصة على المواد الغذائية في تشكيل أخطار كبيرة على الأمن الغذائي في ليبيا وتفجر قضايا خطرة تمثل تهديداً كبيراً لصحة الليبيين، أشهر القضايا قضية “الخبز المسرطن”.

وأثارت القضية جدلاً كبيراً وسخطاً شعبياً واسعاً العام الماضي بعد إجراء المركز الليبي للتحاليل الكيماوية، التابع للهيئة الليبية للبحث العلمي، تحاليل لعينات من الخبز والدقيق، منها بحث أجرته جامعة طرابلس، أظهر أن أقل نسبة مسجلة لمادة “برومات البوتاسيوم” المسرطنة في عينات الخبز التي فحصها كانت أكثر بـ300 % من المسموح بها، بينما كانت أعلى نسبة 1300 %.

وظهرت هذه المشكلة بشكل كبير خلال شهر رمضان الماضي، حين ضبطت سلطات الرقابة في ليبيا كميات كبيرة من الأغذية الفاسدة ومنتهية الصلاحية، تباع للمستهلكين أثناء حملات تفتيش متكررة شملت عدّة مدن، مما أثار مخاوف على الأمن الغذائي بالبلاد.

وخلال الحملات تم ضبط كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والبيضاء والمفرومة الفاسدة، وكميات من البصل الجاف والبطاطا والليمون وبعض الخضروات الفاسدة، في مدن سرت وبنغازي وسبها وغات، وأتلفت السلطات أطناناً من المواد الغذائية منتهية الصلاحية وغير المطابقة للمواصفات المطلوبة.

وخلال رمضان أيضًا تمت مصادرة مواد غذائية منتهية الصلاحية، وأخرى غير صالحة للاستهلاك داخل عدد من محال اللحوم والخضراوات، في منطقة القريات جنوب ليبيا، كما تم إغلاق مخازن عدد من المحال لــ”عدم الالتزام بالاشتراطات الصحية” في العاصمة طرابلس، وأحيل أصحاب المحال المخالفين إلى الجهات القضائية.

وتشير تقارير صحفية إلى أنّ العديد من الليبيين، يتعرضون سنويا للتسمم الغذائي، جرّاء تناولهم طعاما ملوّثا ووجبات جاهزة فاسدة، خاصة في المناطق التي تغيب فيها الرقابة الصحيّة بشكل كامل، من بينها واقعة في رمضان الماضي، حيث تمّ نقل 5 أطفال إلى مستشفى مدينة غريان، بعد إصابتهم بتسمّم غذائي، جرّاء شربهم ألبانا فاسدة.

ويرى مختصون أنه لعلاج هذه المشكلة، لا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار الأغذية الفاسدة في ليبيا، على رأسها تعزيز التدابير الصحية والرقابة الغذائية، لضمان سلامة الأغذية في جميع مراحل الإنتاج والتوزيع، وذلك من خلال تدريب وتمكين المفتشين الصحيين وتزويدهم بالموارد اللازمة لأداء مهامهم بفعالية.

وأيضًا تعزيز التوعية والتثقيف لدى المستهلكين بأهمية السلامة الغذائية وكيفية التعرف على الأغذية الفاسدة، حيث يمكن تنظيم حملات توعوية وتثقيفية لزيادة الوعي بمخاطر الأغذية الفاسدة والإجراءات الواجب اتخاذها للحفاظ على سلامة الغذاء.