في يومها العالمي.. الصحافة في ليبيا مقيدة وتئن تحت تهديد الميليشيات

0
112

يتعرض الصحفيون في ليبيا لعدة انتهاكات تصل في بعض الأحيان إلى التهديد بالقتل، ولا يتمتع أغلبهم بأدنى درجات حرية التعبير في الكثير من المدن الليبية وخاصة المناطق الغربية والتي تسيطر عليها الميليشيات وتمنع كبرى الصحف من ممارسة عملها بحرية.

ويصل بطش الميليشيات التابعة لحكومة الوحدة، إلى الانتقام من أي صحفي له رأي مخالف، أو أي كاتب مقال لا ينال إعجابهم.

ويصادف اليوم الأربعاء، اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي تحيه الأمم المتحدة سنويا في 3 مايو، ويصادف احتفال هذا العام اﻟذﻛرى اﻟﺳﻧوﯾﺔ الثلاﺛﯾن لليوم العالمي لحرية الصحافة.

وبهذه المناسبة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى ضرورة أن تتوقف التهديدات والاعتداءات ضد الصحفيين واحتجازهم وسجنهم بسبب قيامهم بعملهم، مؤكدا أن العالم يقف إلى جانب الصحفيين في سعيهم إلى الدفاع عن الحقيقة.

من جانبه، قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، اليوم الأربعاء، إن الصحافة الحرة هي مكسب ثمين نحتاجه لتعزيز الثقة والمحاسبة والتأسيس لوطن تسوده العدالة.

وفي تغريدة للمنفي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، قدم إلى “كل قلم وصوتٍ حر يسعى بمهنية وموضوعية للتمسك بهذا المكسب رغم التحديات”.

وفي ديسمبر الماضي، استنكرت البعثة الأممية وقوع الصحفيين في ليبيا ضحايا لخطاب الكراهية أو الضرب أو الاعتقال أو الاختطاف أو الاختفاء أو القتل بسبب عملهم، مؤكدة حق الناس في الوصول إلى المعلومات.

وذكرت أنه في عامي 2021 و 2022، تم اختطاف واختفاء ثلاثة صحفيين على الأقل في ليبيا بين 36 يوماً و 10 أشهر. وتعرض ثلاثة آخرون، بينهم امرأة، للاعتداء على أيدي مسلحين أثناء إجراء مقابلات علنية، ولم يتم تقديم أي من الجناة إلى العدالة، مشيرة إلى ضرورة حماية الصحفيين بوصفهم حماة أساسيين لحرية التعبير عن الرأي.

من جهة أخرى، طالبت 22 منظمة حقوقية ليبية، حماية الصحفيين الليبيين من الانتهاكات التي يتعرضون لها أثناء عملهم.

وقالت المنظمات في بيان مشترك في نوفمبر الماضي ، إن الصحفيين والإعلاميين الليبيين يتعرضون إلى العديد من الانتهاكات متفاوتة الخطورة، وصلت في بعض الأحيان إلى التهديد والشروع في القتل، بالإضافة إلى جملة من الانتهاكات الخطيرة الأخرى كالإخفاء القسري والاعتقال التعسفي والضرب والإيذاء والطرد التعسفي والمنع من العمل والهجمات والتصعيد ضد وسائل الإعلام وصولاً إلى الملاحقة القانونية والقضائية.

وذكرت أن هناك 29 اعتداء على الصحفيين ارتكبوا في الفترة من مايو 2020 إلى مايو 2021، و70 اعتداء في الفترة من 1 مايو 2019 إلى 30 أبريل 2020.

وأشارت إلى أنه بالرغم من تراجع عدد حالات الانتهاكات خلال العامين الماضيين، مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أنه بسبب التهديدات المباشرة وغير المباشرة، أجبر العديد من الصحفيين إما لترك مهنة الصحافة أو مغادرة ليبيا بحثا عن مكان آمن.

ولم توفر حكومة الوحدة الحماية للصحفيين حتى يتمكنوا من أداء مهامهم، بل تهاجمهم وتعتدي عليهم، وهو ما حدث من وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بحكومة الوحدة، عادل جمعة، في إحدى المؤتمرات الصحفية شهر سبتمبر الماضي، عندما وجهت إحدى الصحفيات سؤالاً مباشراً فكان الرد غير لائق وقوبل بالرفض والطرد.

ومن ضمن الحالات الشهيرة لانتهاكات الصحفيين في ليبيا، حالة الاختفاء القسري التي تعرض لها الصحفي زياد الورفلي، مراسل قناة الغد الفضائية، عقب انتهاء إحدى المؤتمرات الصحفية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد دبيبة، بالعاصمة طرابلس.

وفي عام 2021 نشر موقع مراسلون بلا حدود تقريراً صنف فيه ليبيا في المرتبة الـ 165 على مستوى العالم في حرية الصحافة، وقال فيه إن ليبيا أصبحت بؤرة سوداء حقيقية على المستوى الإعلامي ولم يعد من السهل على الصحفيين تغطية ما يقع في البلاد بسبب سيطرة المليشيات والفوضى العارمة، واصفاً إياها ”بالطامة الكبرى”.

وفي مايو من العام الماضي، أكدت المنظمة الليبية للإعلام المستقل، وقوع 14 انتهاكاً ضد حرية الصحافة في الفترة من مايو 2021 إلى مايو 2022، منها 10 اعتداءات ضد الصحفيين في 5 مدن ليبية.

ولفتت إلى أن المرأة الصحفية في ليبيا، لا تزال تتعرض للاعتداء، بعدما شكلت النساء الصحفيات المعتدى عليهن نسبة 10% من إجمالي الانتهاكات ضد الصحفيين، مشيرة إلى استمرار وتيرة الانتهاكات ضد حرية الصحافة، في ليبيا خلال العام الأخير، حيث تنوعت بين إخفاء قسري وقبض تعسفي واعتداء جسدي.