لماذا تصمت حكومة الوحدة عن جرائم مدينة الزاوية؟

0
249

صمت وتغافل وتجاهل غريب تمارسه حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة تجاه الجرائم التي تحدث في مدينة الزاوية، والاشتباكات المسلحة التي تندلع بين الحين والآخر بين الميليشيات المنتشرة فيها ويسقط خلالها ضحايا من المدنيين.

آخر تلك الجرائم تعرض مجموعة من الشباب للتعذيب على يد مرتزقة أفارقة داخل مقر إحدى الميليشيات، والتي أثارت غضباً شديداً في مدينة الزاوية دفع الأهالي للخروج إلى الشوارع للتظاهر والاحتجاج.

كما قام الأهالي بقطع الطريق الساحلي في نقطة مروره بالزاوية، وأشعلوا فيه إطارات السيارات، ورددوا العديد من الهتافات المناهضة لواقعة تعذيب الشباب الليبيين.

والمثير للاشمئزاز أنه تم التمثيل بالشباب الليبيين وتصويرهم في مقطع فيديو أثناء التعذيب، والذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، وأثار غضب المواطنين ورجال السياسة أيضاً.

ومن بين رجال السياسة الذين أثارت الواقعة حفيظتهم، رئيس مجلس الدولة الاستشاري الليبي خالد المشري، والذي علق على الواقعة عبر حسابه بموقع تويتر، محملاً حكومة الوحدة مسؤولية ما حدث.

وقال المشري: في ظل انهيار كامل للأمن القومي واستباحة الأراضي الليبية من قبل الهجرة غير الشرعية التي وصلت حد تشكيل العصابات الاجرامية، نجد الحكومة التي انشغلت بتوظيف أموال الدولة ومؤسساتها التنفيذية لهدف البقاء والاستمرار، قد راق لها كونها حكومة لمدينة واحدة، المهم هو أن خزائن بنك البلاد المركزي مفتوحة لها بلا ضوابط.

وأشار المشري، إلى أن حكومة الوحدة انشغلت بإقامة الحفلات وتنظيم الملتقيات الوهمية وتتغافل وتتجاهل ما يحصل برابع أكبر مدينة ليبية لا تبعد عن مكتب رئيسها سوى 40 كيلومتر.

كما علق رئيس الحكومة الليبية المكلفة فتحي باشاغا، على مقطع الفيديو، وقال في منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك: “ألهذا الحد وصلنا؟ لا بد من قيام الدولة”.

وتعاني مدينة الزاوية بغرب ليبيا من الانفلات الأمني وارتفاع كبير في حجم الجرائم الجنائية وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر والاغتيالات والقتل خارج إطار القانون، جراء تغول الميليشيات وسيطرتها على كل مرافق المدينة وغياب دور الحكومة.

وتعتبر مدينة الزاوية من أكثر مدن الغرب الليبي تواجداً للميليشيات المسلحة، وكانت مسرحاً لاشتباكات متكررة وأعمال عنف بين هذه الميليشيات التي ترتبط بعلاقات متوّترة وتتصارع على مناطق النفوذ ومسالك التهريب.

وتندلع بين الحين والآخر اشتباكات بين الميليشيات المنتشرة فيها، كان آخرها مساء الأحد الماضي والتي استمرت إلى فجر الاثنين، وسقط خلالها 4 قتلى منهم 2 من المدنيين وأصيب 3 آخرين.

كما اندلعت في مارس الماضي اشتباكات مسلحة في طريق الحاجة بمدينة الزاوية قتل خلالها شاب وأصيب اثنين آخرين، كما اندلعت اشتباكات أخرى في وسط المدينة في أوائل أبريل الجاري.

وخلال الأشهر الأخيرة، اجتاحت جرائم القتل مدينة الزاوية استهدفت شخصيات وقيادات بالمدينة، وعجزت الأجهزة الأمنية عن ملاحقة مرتكبيها، وهو ما تسبب في ترويع السكان وخلق حالة من الذعر في المنطقة.