حكومة الوحدة بين تسليم “بوعجيلة” وترحيل “أمريكيين”.. مزيد من الخضوع لواشنطن

0
149

تواصل حكومة الوحدة الوطنية خضوعها للإدارة الأمريكية، بما يضمن لها دعم للاستمرار في السلطة، على حساب الليبيين وكرامتهم. 

فبعد أيام من القبض على شخصين أمريكيين بتهمة التنصير ونشر المسيحية ، وهو أمر يعاقب عليه القانون الليبي، نقلت وسائل إعلام ليبية عن مصدر مسؤول في جهاز الأمن الداخلي أنه تم إطلاق سراحهما وترحيلهما وزوجتيهما من ليبيا.

وغادر الأمريكيون الأربعة أمس ليبيا، عبر مطار معيتيقة إلى مالطا ومنها في طريقهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت وسائل الإعلام، إن عملية إطلاق سراح الأمريكيين تمت بطلب من “حكومة الوحدة المؤقتة” والتنسيق بينها وبين السلطات الأمريكية التي أرسلت طائرة خاصة بغية نقلهم.

وعرض جهاز الأمن الداخلي، جزءا من اعترافات فتاة ليبية الجنسية، تم استقطابها في سن المراهقة، 15 عاما، واعتنقت المسيحية وروجت لها، وزوجها المواطن الأمريكي، مساعد مدير مركز “جيت وي” لتدريس اللغة الانجليزية بطرابلس”.

ويعيد ترحيل الأمريكيين أذهان الليبيين إلى قضية أبو عجيلة مسعود، المتهم في قضية تفجير لوكربي، والذي سلمته حكومة الوحدة إلى واشنطن في ديسمبر 2022، بعد 20 عاما من غلق القضية. 

وفي 16 ديسمبر، اعترف رئيس الحكومة عبدالحميد دبيبة، بأنّ حكومته، هي التي سلّمت واشنطن أبوعجيلة مسعود، المتّهم بصنع القنبلة التي استخدمت لتفجير طائرة بانام الأمريكية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في 1988 في هجوم أوقع 270 قتيلاً. 

وقال دبيبة، في كلمة متلفزة، إنّ أبو عجيلة مسعود ورد اسمه في التحقيقات قبل عامين، قبل مجيء حكومتي، وصدرت بحقّه مذكرة قبض من الإنتربول. 

واتهم الليبيون آنذاك، دبيبة بالتفريط في السيادة الوطنية من اجل مصالح سياسية وللحصول على دعم القوى الغربية خاصة الولايات المتحدة للبقاء في منصبه.

وعرض الدبيبة مذكرة ونشرة حمراء دولية للقبض على المتّهم الليبي صادرة من الإنتربول، مشيراً إلى أنّ مسعود متّهم بأنّه المسؤول الأول عن خلية صناعة المتفجرات التي استخدمت في تفجير الطائرة.

وآنذاك، برّر دبيبة قرار حكومته تسليم مسعود بأنه صار لزاماً علينا التعاون من أجل استقرار ليبيا، ومحو اسم الإرهاب عن الشعب الليبي البريء”، مشدّداً على أنّ “التعاون تمّ وفق القواعد القانونية مع المتّهمين في قضايا خارج البلاد خاصة ذات الطابع الإرهابي”.

قال رئيس حكومة الوحدة إنّ ليبيا تأخّرت سنوات طويلة بسبب توريطها في عمليات إرهابية حتى أصبحنا في عيون العالم ننتمي إلى دولة إرهابية، أصبح البعض يدافع عن متّهم إرهابي متّهم بقتل 270 روحاً بريئة.

ودعا مندوب ليبيا السابق بالأمم المتحدة إبراهيم الدباشي، السلطات الليبية، إلى رفض إطلاق سراح المواطن الأمريكي الموقوف بتهمة نشر “التبشير المسيحي” بالعاصمة طرابلس، داعياً إلى ضرورة إخضاعه للمحاكمة، وعدم إطلاق سراحه.

وقال الدباشي في منشور عبر حسابه علي “فيسبوك”، “واجب السلطات الليبية المعنية (أمنية وقضائية) رفض إطلاق سراح المواطن الأمريكي دون محاكمة، ومبادلته بالمواطن الليبي المختطف أبوعجيلة المريمي أمر مقبول”.

واقترح الدباشي، مقايضة المواطن الأمريكي بالليبي أبوعجيلة مسعود المريمي، الموقوف في الولايات المتحدة على ذمة قضية إسقاط طائرة “لوكربي”.