نقص المدرسين وانهيار المنظومة.. التعليم في ليبيا إلى أين؟

0
400
طلاب
طلاب

التعليم، هو أحد الأضلع الأساسية، التي تعتمد عليها الأمم للنهوض، خاصة وإن كانت الدولة عانت لسنوات من الإرهاب والتطرف، وليبيا خير مثال، ففي هذا البلد، طال الفساد كل شئ، بعدما طالت أيادي المؤامرات.

قطاع التعليم في ليبيا، هو أحد أكثر القطاعات التي تضررت من الحرب التي شهدتها البلاد على مدار 10 سنوات وأكثر، فالجهات المتنازعة في ليبيا، والميليشيات المسلحة اتخذت من المدارس حصونا لها في حربها، وحولها إلى ثكنات، ينام فيها المقاتلين، ويحتمون بجدرانها من رصاص الخصوم.

أما الوضع الحالي للتعليم في البلاد، يتحدث عنه بشكل تفصيلي، رئيس نقابة معلمي طرابلس الكبرى، أشرف أبو راوي، والذي خصص كلامه في تصريحاته التي تداولتها المواقع الإخبارية، عن وضع المعلمين في البلاد.

أبو راوي قال، إن هناك أعداد المعلمين، أصبح معاناة مضاعفة مع الإجازات الدورية للمعلمين الموجودين، لا سيما وأن العنصر النسائي يشكل غالبية في القطاع التعليمي، وهذا ما يتسبب بفجوة دراسية في المواد التي يدرسها الطلاب.

وأكد أن المسافات المتباعدة في المناطق الجنوبية والداخلية الليبية، تعد عاملا إضافيا في نقص المعلمين، حيث يجد بعضهم صعوبة في التنقل لمسافة 20 أو 30 كيلومترًا، إضافة إلى مشاكل تقاعد بعض الكوادر التعليمية، أو انتقال معلمين من بلدية لأخرى.

وكشف أن هذه الأزمة بلغت أشدها في السنوات الماضية، على عكس السنة الحالية التي شهدت انفراجًا نسبيًا، حيث لعب الوضع الأمني دورًا مهمًا في ذلك، كما أن العام الحالي شهد إفراجًا عن العديد من مرتبات المعلمين، والتي كانت متعثرة لسنوات.

وأكد أن عدم استقرار سياسات الدولة، أثرت بنحو كبير على قطاع التعليم، حيث يشهد تبدلًا في مساره مع كل وزير جديد يتم تعيينه.

وأشار إلى وجود عدد من كليات التربية الكبرى الموزعة في كل أنحاء البلاد، والقادرة على تخريج كوادر معلمين متخصصين، لكن صعوبات في التعيين يعاني منه القطاع التعليمي، مع وجود إجراءات معقدة ومحاذير قانونية يجب مراعاتها.

ما ذكره أبو راوي، هو نقطة في بحر الانهيار الذي يعاني منه نظام التعليم في ليبيا، فبعيدا عن العجز في أعداد المعلمين، فإن المؤسسات التعليمية تعاني من انهيار في البنى التحتية، فضلا عن تكدس الطلاب في الفصول المتاحة داخل المدارس.

انهيار نظام التعليم في ليبيا، هو انعكاس للانهيار الذي تعاني منه البلاد على كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها.