روسيا وأمريكا.. صراع على النفوذ في ليبيا

0
184

شهدت الساحة السياسية الليبية في الفترة الأخيرة تحركات سياسية مكثفة وصراع على النفوذ بين كل من روسيا وأمريكا.

وتشعر أمريكا بالقلق من استعادة روسيا علاقاتها القوية مع ليبيا وتأمين الاستثمارات المربحة معها، وتقويض نفوذ أوروبا والولايات المتحدة في ليبيا.

وعززت أمريكا من تحركاتها السياسية في ليبيا مؤخراً لتقويض النفوذ الروسية، ففي يناير الماضي زار مدير وكالة الاستخبارات الأميركية “سي آي إيه”، وليام بيرنز، ليبيا والتقى قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة.

والأسبوع الماضي زارت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، ليبيا وعقدت سلسلة اجتماعات مع القادة في الشرق والغرب، برفقة المبعوث الأمريكي إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، والقائم بأعمال السفارة الأمريكية، ليزلي أوردمان.

وتركزت جميع لقاءات مساعدة وزير الخارجية الأمريكي على مناقشة التطورات السياسية، وتأكيد بلادها على دعم عمل المبعوث الأممي عبد الله باتيلي مع القادة والمؤسسات الليبية لوضع ‫إطار دستوري‬ وجدول زمني لإجراء ‫الانتخابات‬ هذا العام.‬‬‬‬‬‬

وهدف التحرك السياسي الأمريكي في ليبيا والضغط للإسراع بإجراء الانتخابات، إلى تقويض النفوذ الروسي في ليبيا وتحديداً دور مجموعة “فاجنر” الروسية.

وهو ما أكدته مساعدة وزير الخارجية الأمريكي خلال لقائها مع المشير خليفة حفتر، حيث قالت إنها ناقشت معه أهمية حماية سيادة ‎ليبيا من خلال إجبار جميع المقاتلين والقوات والمرتزقة الأجانب على مغادرة البلاد، مشيرة إلى تصنيف “فاغنر” مؤخراً كمنظمة إجرامية عابرة للحدود، ومشددة على دورها المزعزع للاستقرار والانتهازي في ليبيا والمنطقة.

هذا التوجه أكده أيضاً تصريحات المبعوث الأمريكي ريتشارد نورلاند، في حديثه مع قناة الجزيرة القطرية منذ أيام، حيث أشار إلى أن مجموعة “فاغنر” تسببت في زعزعة الاستقرار في ليبيا والمنطقة، مشدداً على ضرورة أن يفكر السياسيين والعسكريين بجدية في مبادرة باتيلي.

وتعتبر شركات الأمن الخاصة، الأداة الأبرز لروسيا، حيث توسع دور “فاغنر” ما بين تقديم التدريبات على مكافحة التمرد ومكافحة الإرهاب وتقديم المشورة للحكومات المحلية.

وفي أول رد فعل على التحركات الأمريكية، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن البعثة الدبلوماسية الروسية تعتزم استئناف العمل بشكل كامل في ليبيا.

وقال بوغدانوف، في تصريح نشرته وكالة «تاس» الروسية، أمس الأول الإثنين، إن سفير روسيا الاتحادية، سيتوجه إلى ليبيا، لافتاً إلى أن الجانب الروسي يعول على ضمان أمن بعثته الدبلوماسية في ليبيا، ويعتبر هذا الأمر أولوية هامة.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي أعلن في وقت سابق أن روسيا تخطط لإعادة فتح سفارتها في طرابلس في المستقبل القريب، وكذلك فتح قنصلية عامة في بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا، معبراً عن أمل بلاده أن تساعد عودة عمل السفـارة في ليبيا في تعزيز المصالح الاقتصادية الروسية.