يتمدد الاحتلال التركي بغرب ليبيا ويزداد كل يوم عن الآخر، وبعد أن سيطر على القواعد العسكرية، أصبح الآن يسعى لطمس الهوية الوطنية للعسكريين الليبيين.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا مؤخراً جدول المنهج الدراسي لطلبة الكلية العسكرية بطرابلس والذي يظهر فيه إجبار الطلبة على دراسة اللغة التركية.
وأثار الجدول المتداول غضب الليبيين كونه يمثل محاولة من الاحتلال التركي لتخلي العسكريين عن ولائهم لبلادهم وللغتها العربية.
وبدأت تركيا تدخلها العسكري في ليبيا بعد الاتفاقية الأمنية المشبوهة التي وقعتها مع حكومة الوفاق السابقة برئاسة فايز السراج في أواخر عام 2019.
وجلبت حكومة الوفاق الاحتلال التركي إلى ليبيا لدعم الميليشيات الموالية لها للحرب ضد الجيش الوطني الليبي الذي أراد أن يطهر غرب ليبيا من الميليشيات والجماعات المتطرفة بعد نجاحه في تطهير شرق وجنوب البلاد.
وأراد المحتل التركي ألا يضحي بجنوده أمام الجيش الليبي، فجلب آلاف المرتزقة السوريين للقتال مقابل 2000 دولار شهرياً للمقاتل الواحد دفعتها حكومة الوفاق من أموال الشعب الليبي.
ورغم توقف القتال بعد توقيع الفرقاء الليبيين اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020، أستمر التواجد العسكري التركي في غرب ليبيا وكذلك المرتزقة.
حتى بعد رحيل حكومة الوفاق وتولي حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة، في فبراير 2021، أستمر التواجد العسكري التركي بعد إعلان دبيبة، التمسك باتفاقية حكومة الوفاق مع الأتراك.
وبدلاً من طرد المحتل التركي، وبالمخالفة للاتفاق السياسي الذي أتت بموجبه حكومة الوحدة، أبرم دبيبة، في أكتوبر 2022 اتفاقيات عسكرية جديدة مع تركيا، عزز بموجبها من وجود قوات الاحتلال في غرب ليبيا.
وتتدخل تركيا عسكرياً في ليبيا بهدف السيطرة على ثرواتها النفطية لإنقاذ اقتصادها الذي تعثر في السنين الأخيرة، وانهارت عملتها المحلية، بسبب سياسات رئيسها رجب طيب أردوغان الاستعمارية.
وهو ما ظهر جلياً في خلال الاتفاقية الأمنية الأولى التي وقعتها مع حكومة الوفاق، والتي وقعت معها اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بهدف السيطرة على النفط الليبي.
كما وقعت تركيا اتفاقيات جديدة مع حكومة دبيبة، في أكتوبر 2022، تتيح لشركاتها التنقيب عن النفط والغاز في المياه الليبية.