ضغط معيشي أم أمراض نفسية.. لماذا انتشر قتل الأقارب داخل الأسر الليبية؟

0
189

أوضاع غير مستقرة وحياة صعبة في ليبيا، ففي الوقت الذي يركز فيه الجميع على الحلول السياسية للأزمة المستمرة لأكثر من 10 سنوات في البلاد، غفل الكثيرون تأثير تلك الصراعات المحتدمة والدائمة طوال تلك الفترة على المجتمع الليبي، وأثاره النفسية على الشعب نفسه، فهو أكثر من ذاق المُر وعانى من ويلات الصراع.

في ليبيا، كل شيء يؤثر على حياة الناس، فبداية من عدم الاستقرار السياسي، الذي ألقى بظلاله على الأوضاع العسكرية، فمع احتدام الصراع العسكري في كل بقاع ليبيا، كان لذلك تأثيرا ليس هينا على نفوس الليبيين وحالتهم المزاجية والنفسية، فكثرة الدماء وانعدام الأمن كفيل أن يصيب الكثير منهم بالإضرابات والأزمات النفسية الدائمة.

ليس الصراع العسكري وحده هو من يمكنه أن يؤثر على الحالة النفسية للشعب الليبي، فانقسام البلاد والصراع على السلطة، أدى بشكل مباشر إلى معاناة البلاد اقتصاديا، مع استمرار الإغلاقات وتوقف المشروعات التي كانت تضم آلاف العاملين، وتأخر صرف الرواتب وغيره، وبالتأكيد كل هذه الأمور لها تأثير مباشر على الشعب.

وفي الآونة الأخيرة، الأوضاع في ليبيا والاضطرابات المستمرة، انعكست على سلوك الليبيين، فانتشرت الجرائم الأسرية البشعة، التي هزت مواقع التواصل الاجتماعي، فتجد الابن يقتل أباه والأب يقتل أبناءه والابنة تقتل أمها، وجرائم أخرى كشفت عن حجم التأثير النفسي الناجم الصراعات المستمرة في ليبيا.

الغريب في هذا الأمر، أن أغلب الجرائم التي تُرتكب، وخاصة الجرائم الأسرية، والتي يقدم فيها أحد أفراد الأسرة على قتل أخر، أيا كانت درجة القرابة منه، معظم أسبابها تبدو تافهة للعامة، إلا أن خلف تلك الجريمة الشنعاء، آلام نفسية شديدة أدت لارتكاب مثل هذه الجرائم.

وخلال الساعات الماضية، وقعت جريمة قتل هزت أرجاء ليبيا، وكانت حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض منهم تداول الأمر بسخرية، والبعض الآخر يرى أن الوضع بات صعبا وأن ثمة شئ خاطئ يحدث في المجتمع الليبي، أدى لمثل هذه الجرائم، وهي جريمة قتل زوجة لزوجها بسبب فنجانين قهوة.

أما عن تفاصيل الجريمة، فقد أقدمت سيدة على قتل زوجها بضربة على رأسه بعصا مكنسة حديدية، والسبب كان غريبا للغاية، فقد تعكر مزاجها بعد أن كسر زوجها فنجانين قهوة في المطبخ، فلم تتردد للحظة أن تضربه ضربة، كانت كفيلة أن تقضي عليه في الحال.

وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، قالت إن الزوجة في البداية حاولت تضليل العدالة بعد أن زعمت أن أشخاص مجهولين اقتحموا منزلها وعذبوها وقتلوا زوجها، إلا أنها اعترفت بعد ذلك بارتكابها الجريمة بحجة استحالة دوام العشرة الزوجية، فقررت إنهاء حياته.

ومع استمرار التحقيق معها، وبعد تفريغ كاميرات المراقبة، اعترفت بقتلها له لأنه “لا يسمع كلامها ولا يطبق تعليماتها”، وأنه كسر فنجانين قهوة اشترتها مؤخرا، وهو الأمر الذي أغضبها فضربته بعصا المكنسة على رأسه وظهره وقدميه، مؤكدة أنها كانت لا تنوي قتله، ولكنه ضربته حتى لا يعيد ما فعله مرة أخرى.

تلك الجريمة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، خاصة وأن البعض تحدث عن أن الزوجة تعاني من أزمات نفسية، وكان ذلك سببا لارتكاب الجريمة، على الرغم من أن وزارة الداخلية لم تعلن ذلك رسميا، ولكن يأتي هنا السؤال، كما شخص في ليبيا الآن يعاني من أزمات نفسية قد تدفعه لارتكاب مثل تلك الجرائم؟